
حملت ندوة "سرطان الثدي" التي عقدت في الرياض خلال مؤخرا آمالاً جديدة لمرضى سرطان الثدي في اكتشاف طرق علاج جديدة تجنبهم استئصال الثدي.
أقيمت الندوة تحت رعاية الشئون الصحية بالحرس الوطني، وشارك بها أكثر من مئتي متخصص من داخل المملكة وخارجها، وناقشوا خلال فعاليات الندوة طرق العلاج الجديدة التي ظهرت في العالم، وكيفية مواجهة المرض من خلال الفحص والاكتشاف المبكر، إضافة لكيفية التعامل مع المرضى وتأهليهم نفسياً لرحلة العلاج.
ولم تغفل الندوات آخر المستجدات التي طرأت على الساحة العالمية في مكافحة سرطان الثدي، حيث استعرضت الندوة أهم وأحدث ما قدمه المؤتمر الدولي الواحد والثلاثين لمرض سرطان الثدي والذي عُقد في سانت أنطونيو بولاية تكساس الأمريكية، وتركزت حول العلاج المصور لمرضى سرطان الثدي وتوضيح أن كل المرضى لا يحملون نفس الجينات.
رئيسة قسم الأورام في الشئون الصحية الدكتورة أم الخير عبد الله أبو الخير قالت "أن المشاركات الدولية من الحضور كان لها دور كبير في إثراء فعاليات ومحاضرات الندوة، إضافة لأوراق العمل التي قدمها المتخصصون وطرق العلاج الحديثة التي تم عرض نتائجها في الندوة".
وشهدت مناقشات الندوة إحصائيات خطيرة أظهرت أن غير المتزوجات هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وتحتل أورام الثدي المرتبة الأولى من بين أنواع الأورام التي تصيب السعوديات بنسبة 19%، حيث تحتل المنطقة الشرقية المركز الأول من حيث انتشار المرض تليها الرياض ثم مكة المكرمة وتبوك.
وأوضحت الدكتورة سناء السخن - استشاري الدم والأورام بالجامعة الأردنية - خلال محاضرتها بالندوة أن حوالي 70% من مريضات سرطان الثدي من النوع "هير" أصبحن خاليات من المرض بعد مرور ثلاث سنوات من العلاج قبل الجراحة بعقار الهربستين إضافة للعلاج الكيماوي.
وقدم الدكتور عصام بن محمد المرشد - استشاري طب الأورام والعلاج بالأشعة في مستشفى القوات المسلحة بالرياض وأمين الجمعية السعودية للأمراض – أنباءً سارة للمرضى في ورقة عمله حيث أفصح عن استعمال دواء جديد يعضى للمريضة قبل العملية ويحافظ على الثدي حتى لا يستأصل كاملاً، وقد تم تجربة الدواء على مائة حالة.
وأضاف الدكتور المرشد "أن هذا الدواء قد يضيف آمالاً جديدة للمريضات، ويتم حالياً إجراء المزيد من الأبحاث خلال مرحلة تجربة الدواء للتأكد من فعاليته وتأثيره بشكل نهائي".
وختم الدكتور المرشد كلمته بالتأكيد على أن مرض السرطان ليس عيباً أو مخيفاً، ويمكن الشفاء التام منه إذا تم تداركه في مراحله المبكرة، ومن هنا يجب الاهتمام بالفحص المبكر وعدم الإهمال في صحتنا.
أما الدكتور حمدي عبد العظيم - أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة – فقد قام بتقديم 3 ورقات عمل تمحورت حول كيفية التنبؤ بفاعلية الأدوية الكيميائية ومضاعفاتها، واختلافها ما بين كل مريضة وأخرى.
من ناحية أخرى استعرض الدكتور طاهر التويجري - استشاري الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض - آخر المستجدات في المؤتمر العالمي الذي عقد بتكساس حيث قال إن المؤتمر ركز حول العلاج المصور في أمراض سرطان الثدي، والأبحاث القائمة على تطوير الأدوية وطرق العلاج الحالية، وأحدث التقنيات في العلاج الإشعاعي ودور التوعية والكشف المبكر في مواجهة المرض.
كذلك ركزت الدكتورة مها الإدريسي - رئيسة قسم العلاج الإشعاعي في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام - على أن مريض السرطان ليس شخصاً يحتضر ولكنه يجب الاهتمام به ورعايته من جانب أهله، ووجهت الدعوة لعمل مراكز متخصصة لعلاج المرضى الميئوس منهم بدل من إرجاعهم للمنزل، يتم بها العلاج السريري المخفف للآلام حيث إن الاهتمام بالمريض عمل ديني وإنساني قبل كل شئ.
أيضا أكدت الدكتور مها على أن الاهتمام بالتوعية الصحية لها دور كبير في تجنب الإصابة بالأمراض السرطانية، خاصة التركيز على الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين.