نظراً لتفشي العوامل المؤدية إلى أمراض القلب الوعائية الخطيرة مثل (مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتدخين، ونمط الحياة الرتيب) في أوساط العالم ومن بينها المملكة العربية السعودية، كان لابد من المختصين في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني القيام بدراسات للحد من هذه الظاهرة والتقليل منها وإيجاد حلول تقضي على هذا المرض أو تقلل من خطورته .
وتصنف المملكة حالياً من بين أكثر الدول التي ينتشر فيها مرض السكر والذي يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث انسداد الشرايين في القلب وبالتالي دعت الحاجة إلى توفير أجهزة تشخيصية دقيقة للكشف عن انسداد الشرايين التاجية قبل أن تؤدي إلى النوبات القلبية أو الموت المفاجئ، نظراً لذلك اتخذت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني قرارأً استراتيجياً في عام 2011 م ينص على اختبار الجهد باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار " البوزيتروني " للكشف عن أمراض الشرايين التاجية، ليظهر كحل مناسب مؤكداً نجاحه بقدرة وكفاءة عالية بعد عدد كبير من التجارب مقارنةً بالاختبارات التقليدية الأخرى.
لماً بأنه تم استخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا منذ 7-8 سنوات للتقييم الإكلينيكي الروتيني للمرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين التاجية المعروفة أو المشتبه بها، وفي الأول من شهر مايو 2011 م، تم إجراء أول تصوير مقطعي بالإصدار "البوزيتروني" لقياس جهد القلب في مركز الملك عبدالعزيز للقلب بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية – الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني في الرياض، ومع ذلك لم يتم تطبيق هذه الطريقة في المراكز الأخرى بشكل روتيني حتى الآن سواء في المملكة العربية السعودية أو في منطقة الشرق الأوسط.
وأجري هذا الاختبار في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني لأكثر من 3300 حالة حتى الآن لتقييم نقص تروية عضلة القلب، حيث يعتبر هذا الرقم أعلى بكثير مقارنة بعدد الاختبارات التي أجريت في بعض المنشآت والجامعات الرائدة في أمريكا الشمالية وأوروبا، وكانت النتائج لمعظم هذه الاختبارات غير طبيعية بنسبة (53٪) مما ساعد الأطباء على اتخاذ القرارات الإكلينيكية المناسبة لمساعدة المرضى وعلاج الحالات الإكلينيكية الخاصة بهم.
وبوجود هذا الاختبار، أزيلت جميع العوائق أمام من يعاني من السمنة المفرطة وذلك بسبب دقته المتناهية ليصبح أكثر ثقة وتفاؤل بنتائج القياس، وامتدح العلماء والمفكرون في مجال القلب هذا الاختبار كثيراً واعتبروه الأفضل في حاضرنا بدون منازع أو منافس.
يذكر بأن الاختبار يستغرق ثلاثين دقيقة وهي مدة قصيرة مقارنة بالأربع ساعات التي يستغرقها التصوير الطبي باستخدام أشعة جاما في اليوم الواحد.