
أبصرت مسنة في العقد السابع النور من جديد بعد أن فقدت البصر لأكثر من عشر سنوات، وذلك في مستشفى الإمام عبد الرحمن آل فيصل بالحرس الوطني في الدمام، بعد نجاح عملية زرع قرنية أعادتها إلى عالم المبصرين، وتعد هذه العملية من العمليات النادرة التي تجرى في مستشفيات المنطقة، لكونها تعتمد على زراعة قرنية جديدة، وخلايا جذعية سليمة.
وقال رئيس الفريق الطبي المعالج إستشاري طب وجراحة العيون الدكتور عبد الحكيم التجوري أن العملية أجريت لسيدة في العقد السابع كانت فاقدة للبصر بشكل تام، بسبب وجود عتمة كثيفة بالقرنية مع تليف في سطح العين ناتج عن إلتهاب تراخوما مزمن، والذي أدى إلى تلاشي الخلايا الجذعية في العين، ونظراً لوجود خلايا جذعية سليمة في العين الثانية والتي فقدت البصر بسبب مرض في الشبكية، قمنا بزرع قرنية جديدة ونقل الخلايا الجذعية من العين الثانية إلى العين الأولى.
وأضاف إلى أنه تم إجراء عملية أخرى من نفس النوع لرجل مصاب بالماء الأزرق (الجلوكوما) وعتمة كثيفة في القرنية، وتليف في سطح العين لأكثر من عشر سنوات، وأصبح فاقداً للرؤية بشكل تام، ورغم نجاح الزراعة من الناحية العملية، إلا أن نسبة التحسن في قوة الإبصار كانت ضئيلة، بسبب موت العصب البصري.
وأكد الدكتور التجوري أن نسبة الاستفادة من نتائج العملية في الفترة الحالية للرجل ضئيلة جداً، أما بالنسبة للمرأة كانت نسبة النجاح أكبر إذ تجاوزت 50 في المئة، مضيفاً إلى أن هذا النوع من العمليات يطبق في مراكز متخصصة.
وأشار إلى أن ما يميز هاتين العمليتين هو وجود خلايا جذعية سليمة في العين الأخرى مما أمكن استخدامها دون اللجوء إلى إعطاء أدوية مثبطة للمناعة، مضيفاً إلى أن الخلايا الجذعية تتواجد بأطراف القرنية والأجزاء المتاخمة من الملتحمة، وتقوم بتجديد خلايا القرنية السطحية كل 7 أيام، وحالات فقدان النظر الجزئي أو الكلي نتيجة لأمراض القرنية الناجمة عن الالتهابات المزمنة كالتراخوما والتي تنتشر بشكل واسع لدى المسنين في المنطقة الشرقية مما يستدعي زراعة الخلايا الجذعية لزيادة نسبة نجاح القرنية المزروعة في هذه الحالات.
يستغرق هذا النوع من العمليات أكثر من ساعتين، ويعتبرها الأطباء ولادة جديدة لكونها تنقل المريض من الظلمة إلى النور، إذ لم يعد العمى أمراً مقلقاً ودائماً كما كان مقدراً له سابقاً بعد التطور الكبير الذي شهده قطاع طب العيون.
وأضاف الدكتور التجوري أن المرضى يظلون تحت الملاحظة الدائمة، و نقوم بإزالة الغرز من القرنية خلال ستة أشهر إلى سنة كاملة، ثم نتحول إلى الإجراء المساند للنظر والذي يتم بوصف نظارة طبية، أو نقوم بالتشطيب، أو عمليات الليزك، وهو أمر غير مقلق.