نجح فريق طبي في مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني في الأحساء في إجراء عملية زراعة قرنية بديلة لسيدة في العقد الثالث تعاني من مرض معروف بالقرنية المخروطية المتقدم في كلتا العينين.
وأشار رئيس الفريق الطبي المعالج استشاري الشدفة الأمامية وطب وجراحة عيون الأطفال والتهابات الطبقة الأمامية الدكتور عادل اللحيدان إلى أن المريضة كانت تعاني من مرض القرنية المخروطية وهو مرض يحدث فيه تحول تدريجي في شكل القرنية من الشكل الكروي إلى شكل مخروطي مشوه يؤثر بشكل كبير على الرؤية مما استلزم إجراء عملية جراحية لها وزرع قرنية جديدة، وقد تم ذلك من خلال عملية تجرى لأول مرة في مستشفى الملك عبد العزيز وهو إنجاز طبي جديد لهذه المنشأة الرائدة.
وقال الدكتور اللحيدان أن المريضة كانت لا ترى إلا بنسبة 20 على 400 وهو قياس ضئيل جداً للنظر، لذا تم توفير القرنية البديلة، ومن المتوقع أن يبدأ التحسن في النظر تدريجياً خلال الأشهر القليلة المقبلة، ووضعت على علاج منتظم، ومتابعة دورية.
تجدر الإشارة إلى أن مرض القرنية المخروطية يتطور تدريجياً باتجاه الأسوأ بشكل بطيء خلال سنوات عدة ، فيمكن أن يتوقف التطور عند مرحلة بسيطة يمكن تصحيح الرؤية فيها بشكل جيد باستخدام النظارة، ويمكن أن يستمر التطور إلى درجة لا يمكن علاجها إلا من خلال جراحة زرع القرنية والتي تعتمد على استبدال القرنية بأخرى بشرية مقطوفة من شخص متوفى حديثاً تم إجراء اختبارات دقيقة عليها لتحديد سلامتها وخلوها من الأمراض المعدية ومن ثم تم حفظها لمدة تزيد عن شهر.
تتمتع عملية زرع القرنية بنسبة نجاح عالية قد تفوق نسبة نجاح نجاح زرع أي عضو آخر من أعضاء الجسم، إلا أن الدكتور اللحيدان أرجع صعوبة إجراء مثل هذا النوع من العمليات بسبب عدم توفر القرنية المتبرع بها إلى جانب أهمية دقة العمل في قطع منتصف القرنية وصعوبة عملية الخياطة الدقيقة والتي يجب تنفذها بحرفية ومهارة عالية جداً".