علم المملكة العربية السعودية موقع حكومي رسمي تابع لحكومة المملكة العربية السعودية
المصداقية

روابط المواقع الالكترونية الرسمية السعودية تنتهي بـ med.sa

جميع روابط المواقع الرسمية التابعة للجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية تنتهي بـ med.sa

الأمان

المواقع الالكترونية الحكومية تستخدم بروتوكول HTTPS للتشفير و الأمان.

المواقع الالكترونية الآمنة في المملكة العربية السعودية تستخدم بروتوكول HTTPS للتشفير.

هيئة الحكومة الرقمية
مسجل لدى هيئة الحكومة الرقمية برقم: 20251201338
نشرت في: 1/19/2009



خالد نصر الدهيني رجل حقيقي في جسم فتى يافع، شأنه شأن أقرانه، إذ اعتاد خالد (16 عاماً) هو وأصحابه رمزي (20 عاماً)، عمر (12 عاماً)، وهاني (17 عاماً) الخروج يومياً لمواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية بالحجارة ليعبروا عن رفضهم عن الاحتلال وحقهم في الحرية، وأصبح ذلك هو واجبهم اليومي.

وعصر يوم الجمعة 2 ديسمبر تجمع المقاومين الأربعة أمام أحد المنازل ليسقط في وسطهم صاروخ إسرائيلي، وقبل أن يستشهد رمزي رأى ما وعته بطنه أمامه على الأرض، بينما أطاحت شدة الانفجار برأس عمر وانفصل عن جسده ليلحق بركب الشهداء، أما هاني فقد شجت الشظايا رأسه لتتناثر أجزاء من مخه ويستشهد هو الآخر، ولم يتبق من الرفاق الأربع سوى خالد الذي أصيب في قدمه اليسرى حيث انكشفت عظامه وحدث تهتك تام في الأوتار ولحم الساق.

قام الأهالي بنقل خالد لمستشفى رفح ولكن نظراً لسوء حالته وعدم توافر الإمكانيات نقلوه إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس لعدة أيام، وقاموا فيها بتثبيت ساقه وفخذه رجله بالمسامير والشرائح المعدنية نظراً لإصابته بكسور مضاعفة.

وتم نقله من خلال معبر رفح إلى مطار العريش ومنه طارت به طائرة إخلاء طبي سعودية مجهزة إلى مطار الرياض ومنه نقل لمستشفى مدينة الملك عبد العزيز التابعة للشئون الصحية بالحرس الوطني حيث استقبله قسم الطوارئ وأدخل على الفور لغرفة العمليات حيث قاموا باستبدال المسامير والشرائح المعدنية إضافة لعمليات ترقيع للأنسجة.

وصرح الدكتور عبد الله التركي استشاري جراحة العظام بالشئون الصحية والمشرف على حالة خالد، إن إصابته عبارة عن كسر مضاعف في الساق اليسرى إضافة لتهتك في الأنسجة، وتم إجراء عملية تثبيت خارجي للعظام وترقيع للأنسجة الداخلية، على أن يتم بعد استقرار حالته عرضه على أطباء التجميل بالمستشفى لعمل عملية تجميل وترقيع للساق.

صحب خالد في رحلة علاجه والده نصر الدهيني وترك في رفح أبناءه وزوجته وحدهم وعندما سألناه مع لمن تركته قال "لله".

وجه والد خالد الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على استضافته لهم وتكفله بعلاج ابنه، وكذلك للرعاية والاهتمام الذي يلقاه من الطاقم الطبي والعاملين بالشئون الصحية بالحرس الوطني.

ويترافق خالد في الغرفة مع الفلسطيني محمود المصاب في ذراعه، ولا تنقطع الزيارات من العاملين أو المرضى بالمستشفى لهم، والكل يؤكد على تضامنه معهم والدعاء لأهلنا في فلسطين أن يفك الله حصارهم ويثبتهم وينصرهم على الصهاينة.

ورغم متابعته للأخبار التي نقلت له أن عدد الشهداء وصل إلى 1315 شهيد والجرحى 5300 معظمهم من النساء والأطفال، إضافة للدمار الذي حلّ بغزة خلال 22 يوماً فقط إلا إن خالد يستعجل الشفاء لكي يعود إلى رفح لينضم إلى أهله في مقاومتهم الباسلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقال " المقاومة هي طريقنا وما في طريق غيرها".

زر لبدء المحادثة الفورية