نجحت تقنية تبريد الجسم في إنقاذ حياة مريض في نهاية العقد السادس من عمره عن طريق إيصال حرارته لمعدل 33 درجة مئوية في قسم العناية المركزة في مستشفى الملك عبد العزيز بالأحساء، وقد وصل المريض إلى قسم الطوارئ وهو يعاني من توقف كامل للقلب والرئتين، بحسب تصريح المدير الإقليمي التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج، مؤكداً أن "حالته كانت خطيرة جداً، وتم إخضاعه للإجراءات الطبية اللازمة، وإنعاشه لمدة تجاوزت 20 دقيقة ليستعيد بعدها النبض والتنفس".
وقال "تم تحويله مباشرة إلى قسم العناية المركزة، وحالته الصحية في تدهور، نتيجة لإصابته بإلتهاب شديد في الرئتين نتيجة عدوى بكتيرية، ما أدى إلى تسمم دموي وانخفاض مفاجئ للضغط، وتوقف القلب والرئتين عن العمل، وأضاف بأن وصوله في الوقت المناسب ساعد في إنقاذ حياته".
من جهته قال رئيس الفريق الطبي المعالج واستشاري أمراض التنفس والعناية المركزة في مستشفى الملك عبد العزيز الدكتور عبد السلام العيثان "أستخدم العلاج بالتبريد، وهي تقنية جديدة محلياً، تعتمد على خفض درجة حرارة الجسم إلى مستوى 33 درجة مئوية، لمدة 24 ساعة، بعد حالة الإنعاش، ومن ثم إزالة عوامل التبريد ليعود الجسم إلى حرارته الطبيعية بدون تدخل طبي، وعرفت هذه التقنية منذ أكثر من 10 سنوات، لكنها لم تنقل إلى المنطقة، ونعد أولى المستشفيات في إجرائها بالأحساء".
تحافظ تقنية التبريد على الأنسجة العصبية والدماغية من التلف المحتمل بعد الدخول في غيبوبة نتيجة لتوقف القلب والرئتين، ونجاح عملية الإنعاش، ويحدث التلف نتيجة عدم وصول الدم الكافي إلى أنسجة المخ، وقد أكدت الدراسات أنه يمكن إنقاذ واحد من كل ستة أشخاص يصابون بهذه الحالة.
يذكر أنه تم إبقاء المريض أكثر من 10 أيام داخل العناية المركزة، أزيل بعدها التنفس الصناعي، واستعاد وعيه بالكامل بشكل طبيعي، وأكد الدكتور العيثان أن "هذه التقنية تستخدم أجهزة طبية متطورة في هذا المجال، وهي أجهزة مكلفة وباهضة الثمن، لكننا استخدمنا طريقة مبتكرة من طريق تبريد السوائل المغذية للجسم، واستخدام أغطية ذات درجة حرارة منخفضة، وجهاز بسيط لخفض حرارة الجسم عند الحمى".