أقام مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني في الأحساء ممثلاً في عيادات الرعاية الأولية وقسم السكري فعاليات يوم السكري الذي يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للسكري، ويهدف بحسب المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني بالقطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج "الحملة تأتي لتعريف الناس بمخاطر السكري والوقاية منه وطرق علاجه، ومكافحته وحماية الأجيال المقبلة، لأنه وبحسب الدراسات العالمية الخطر القادم الذي يهدد العالم".
وقال "نهدف من خلال إقامتنا لهذه الفعاليات والتي تستمر ليومين متتاليين إلى نشر الوعي الصحي بالسكري، فالتوعية يجب أن تكون على مدى الأيام دون توقف"، مضيفاً "اشتملت الفعاليات على محاضرات وورش عمل ومعرض تتحدث عن العناية بمرضى السكري والوسائل العلاجية وغيره".
وأوضح استشاري الغدد الصماء والسكري الدكتور علي القرني أن "هذه الفعاليات تأتي بعد الإرتفاع المخيف في نسبة المصابين بالسكري مقارنة بإحصاءات ودراسات أجريت قبل 80 عاماً، ففي تلك الفترة لا يزيد نسبة المصابين عن 5 في المئة، أما الآن فتصل إلى 24 في المئة للبالغين".
ونقل الدكتور القرني نتائج دراسة حديثة أكدت أن بعد سن الأربعين سيكون هناك احتمال إصابة واحد من بين اثنين من النوع الثاني للسكري، وأشار إلى أن "أسباب الإصابة كثيرة ومنها السمنة والاسترخاء والعادات الغذائية غير الصحية".
وقال "هناك زيادة عالمية ملحوظة ومخيفة، والشرق الأوسط وخصوصاً الخليج العربي من أكثر المناطق إصابة، ومن المتوقع أن تتضاعف النسبة خلال الـ 20 سنة المقبلةإذا لم تتخذ إجراءات وقائية مناسبة، وهذه النتائج والدراسات مصدرها الرابطة العالمية للسكري، وبزيارة واحدة لموقعها الإلكتروني ولنشراتها الدورية ستكتشف خطورة هذا المرض".
وحذر الدكتور القرني من أن "السكري وبلا شك هو الخطر القادم وهو أخطر من أي شيء مقلق في العالم، وهذا ما يجعل له كل هذا الاهتمام والهالة الضخمة عالمياً"، مضيفاً "مرضى السكري يتوفون قبل الطبيعيين بمعدلات كبيرة، وعندهم أربع أضعاف خطورة الإصابة بجلطات القلب من غيرهم، وأيضاً الجلطات الدماغية معرضين للإصابة بها بمعدل ضعفين، والسكري يعد الرقم واحد لمسببات فقدان البصر".
وقال "ويعرف السكري أنه من مسببات الفشل الكلوي، وهو آفة القدم وقد تتعرض للبتر بسببه حيث يعرف بأن النسبة تصل إلى 20 ضعف للإصابة بغرغرينة القدم"، مضيفاً "المصابون بالسكري إنتاجيتهم وفاعليتهم تقل، ويتعرضون لعواقب اقتصادية إذ يستهلكون من ميزانية الصحة من أجل العلاج مبالغ طائلة جداً، وأكبر خطر ملحوظ حالياً أنه أنتشر على مستوى الأطفال وهنا يجب أن تكون التحركات أكثر جدية وفعالية".
وأوضح الدكتور القرني "كثيرون يعولون على العوامل الوراثية أنها مسبب رئيسي لهذا المرض، والصحيح أنها لا يمكن أن تؤثر إلا مع وجود العوامل السابقة، والدليل أن الأجيال السابقة كان المرض موجود لديها ولكن لم نكن نسمع به أو منتشر بمثل ما هو الآن عليه".
وقال "نحن كأطباء نتعامل على مستوى الفرد، لكن وسائل الوصول إلى المجتمع ليست بمثل فاعلية الوصول إلى الأفراد"، مشيراً إلى أنه "يجب أن تخصص ميزانية خاصة للقضاء على هذا المرض"، مضيفاً "السمنة والسكري متلازمين والوقاية من السمنة تقي من السكري فالإنسان الحالي مصاب بالخمول والاسترخاء إلى جانب توفر المواد الغذائية بشكل كبير وأغلبها غير صحي".
استمرت الفعاليات ليومين متتاليين وسط حضور كبير من طلاب المدارس من الجنسين ومنسوبي الحرس الوطني من ضباط وأفراد وأسرهم، إلى جانب موظفي الشؤون الصحية للحرس الوطني، وشهد اليوم مشاركة واسعة من وزارة الصحة من خلال ركن ضخم يهدف إلى تأسيس نظام غذائي متوازن وصحي والتحذير من الأطعمة المضرة.