أعلن رئيس الفريق الطبي الجراح العالمي الدكتور عبدالله الربيعة، نجاح فصل التوأمين السياميين المصريين حسن ومحمود (10 شهور)، في أقل من 15 ساعة عبر 8 مراحل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر بدفع تكاليف جراحة فصلهما على نفقته الخاصة بعد تلبيته لنداء والديهما، إذ نقلت عائلة التوأمين من مصر للرياض وتم توفير السكن لجميع أفراد العائلة طوال فترة علاج التوأمين.
وبدأت جراحة الفصل التي تحمل الرقم 21 في رصيد عمليات فصل التوائم بالسعودية، التي بدأت أول جراحة فصل عام 1990، عند السابعة والنصف من صباح السبت ومرت بـ 8 مراحل جراحية.
وكانت التخدير هي أولى المراحل واستمرت قرابة ساعة ونصف الساعة تلتها المرحلة الثانية في الخطة الجراحية، إذ ركزت على الإعداد والتعقيم، واستمرت قرابة ساعة واحدة أعقبتها المرحلة الثالثة لإزالة منطقة الالتصاق والأمعاء للتوأمين السياميين.
وكان الاشتراك في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون فتم تحديد مناطق الاشتراك وفك الالتصاقات الناتجة من الجراحة السابقة للتوأم، تبع ذلك فصل الأمعاء وفك الفتحات الإخراجية الموقتة بنجاح وتم إعطاء كل توأم 3 أمتار من الأمعاء حيث يعتبر طول مناسب لكل منهما.
واستغرقت المرحلة الثالثة في جراحة الفصل قرابة ساعتين، تلتها المرحلة الرابعة لفصل الجهاز البولي، إذ استمرت ساعتين أيضاً، ثم المرحلة الخامسة في فصل الجهاز التناسلي، حيث تم فصل المثانتين وفصل ناصور خلقي بين الأمعاء الغليظة والإحليل المشترك للتوأم.
ووجد أن منطقة الالتصاق في عنق المثانة ومجرى البول أكبر مما توقع الفريق الجراحي، لذلك سيتم فصل بعض عظام الحوض لإظهار الجهة الأخرى من الجهاز البولي والتناسلي لإنهاء هذه المرحلة، وبعد ذلك المرحلة السادسة، وهي فصل عظام الحوض، وتم فصل الجهة الأمامية من عظام الحوض في المرحلة السابقة للوصول إلى الجهاز البولي والتناسلي في الجهة الأخرى من التوأم وبعد الانتهاء من فصل الجهازين تم فصل الجهة الأخرى من عظام الحوض وجدار البطن ليتم فصل التوأم بشكل تام
وعند السادسة والربع، وصل أعضاء الفريق الطبي إلى المرحلة السابعة، إذ تم فصل التوأم ونقل كل منهما على طاولة مستقلة للبدء في إعادة الترميم، فيما تم فصل التوأم بنجاح ونقل كل من محمود وحسن لسرير مختلف للمرة الأولى.
وأوضح استشاري جراحة الأطفال عضو الفريق الطبي الدكتور محمد النمشان خلال لقاء صحفي منتصف الجراحة، أن مراحل فصل التوأمين السياميين المصريين تمت بحسب ما هو مخطط لها في برنامج الجراحة.
وأضاف تمت مرحلة التخدير تمت بنجاح في وقت قياسي، إذ استغرقت ساعة ونصف الساعة، عوضاً عن ثلاث ساعات كما هو مخطط له، مشيراً إلى أن حال التوأم مستقرة ولا توجد أي مضاعفات.
وأوضح استشاري جراحة التجميل الدكتور عبدالله الثنيان، أن التوأمين السياميين المصريين وضعت لهما 3 خطط بديلة (أ، ب، ج) في حال أنهما تعرضا لأي ظرف طارئ يستعان بالخطة البديلة، ومن أحد الخطط الاستفادة من الأنسجة الصناعية في حال الحاجة إلى إغلاق الجرح والاستفادة منها في الجزء المكشوف لتغطيته بعد جراحة الفصل، مشيراً إلى أنه لم تتم الاستعانة بأي أجزاء صناعية خلال إغلاق الجراحة.
وأوضحت والدة التوأمين أن أحد المكفوفين كان هو السبب في توجيههم للاتصال بالشئون الصحية بالحرس الوطني عن طريق الإنترنت، حيث أخبر الوالدين إنه سمع عن قيام المملكة العربية السعودية بإجراء عمليات فصل التوائم من خلال مستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية.
وقالت: "بالفعل بعد أن أرسلنا ايميل إلى المستشفى تفاعل معانا الدكتور عبدالله الربيعة باليوم نفسه، وطلب منا أن نرسل التقارير الطبية الخاصة بهما... وبالفعل لم يستغرق الأمر أكثر من شهر بعد أن انتهينا من إجراءات الأوراق الرسمية الخاصة بنا وأبلغنا أننا سنأتي إلى السعودية وجميع المصاريف ستتكفل بها الدولة".
وقامت 45 قناة محلية وعربية وعالمية بتغطية عملية فصل التوأم المصري وتم خلالها التواصل مع أعضاء الفريق الطبي على الهواء مباشرة خلال إجراء العملية، حيث كان يقوم أحد أفراد الفريق الطبي كل فترة بالتحدث للقنوات الفضائية وإطلاعهم على آخر تطورات العملية الجراحية.
وتفاعل عدد من المشاهدين مع مشاهد فصل التوأم المصري، وكلمات قيادات الفريق الطبي الذين تحدثوا من غرفة العلميات، إذ شارك في الظهور على الهواء مباشرة خلال ساعات الجراحة، كل من رئيس الفريق الطبي الدكتور عبدالله الربيعة، والدكتور محمد الجمال، والدكتور مناف الغزاوي، والدكتور سعود الجدعان، والدكتور توفيق اليافي. وقال المشاهد نايف الحازمي، إنه كان يتابع إحدى القنوات منذ الصباح مع أسرته، التي كانت تتابع وسط تأثر نفسي وعاطفي، وكأن التوأم المصري، قريب لنا. ومن المصادفات، أن أول جراحة فصل توائم شهد نقلاً تلفزيونياً مباشرة، كان أيضاً، لتوأم مصري هما تاليا وتالين، اللتين أتتا إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض 23-9-2003، والتي كان مقرراً لإجراء الجراحة 15 ساعة، لكنها انتهت خلال خمس ساعات وبنجاح كبير، بحسب الفريق الطبي آنذاك.
وكانت أكثر عمليات الفصل التي حظيت بتغطية إعلامية كبرى، كانت للطفلتين السياميتين البولنديتين أولغا وداريا، اللتين وصلتا للسعودية وهما تبلغان من العمر 13 شهراً يوم الأحد (12-12 -2004)، إذ أجريت الجراحة في 22-11-1425هـ (3-1-2005)، واستغرقت 18 ساعة انتهت بنجاح كبير وحصدت تغطية إعلامية عالمية، خصوصاً من وسائل الإعلام البولندية والأوروبية، التي تحدث عن إنسانية الملك عبدالله، ومملكة الإنسانية، في شكل عام.
من الجدير بالذكر أن فريق العملية الجراحية تكون من أكثر من 60 شخصاً من 9 إدارات داخل الشؤون الصحية في الحرس الوطني، هي إدارة الهندسة، والعلاقات العامة، والصناعية، والخدمة الاجتماعية، والشرطة العسكرية، والممتلكات، ونظم المعلومات، والنفسية، والخدمات الإعلامية.