
احتضنت مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض التابعة للحرس الوطني ندوة حول الأمراض المستعصية وكيفية التعامل معها. شهدت الندوة حضورا كثيفا، وثناء من المحاضرين على مثل هذه النوعية من الندوات المفيدة للمجتمع كافة.
أُقيمت الندوة يوم الاثنين 12-1-2009 تحت عنوان " الخدمة الاجتماعية والتعامل مع الأمراض المستعصية " بالتعاون مع الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية، واستمرت فاعليات الندوة سبع ساعات متصلة كانت حافلة بالمحاضرات، حيث أقيمت ست محاضرات شهدت تفاعلاً بين المحاضرين والحضور.
وأوضحت إحدى منسقات برنامج الندوة الأخصائية الاجتماعية فدوى الجلبان أنها استهدفت توضيح مفهوم الأمراض المستعصية، وكيفية التعامل مع المريض وتأهيله لتقبل المرض، إضافة لتوعية الأسر للتعامل مع المرضى، وكيفية تطوير الأداء المهنى للأخصائي الاجتماعي.
واستضافت مدينة الملك عبد العزيز الطبية الندوة في قاعة الدكتور حريب سمير، حيث بدأت من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثالثة عصراً. وتركزت محاضرات الندوة حول دور المجتمع والأخصائيين في التعامل مع المرضى المصابين بالأمراض المستعصية.
افتتحت الندوة بإلقاء كلمة لمدير قسم الخدمات الاجتماعية بالنيابة، وكلمة الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية، ثم كلمة السيد عبد الله العماري مدير عام التشغيل بالشؤون الصحية بالحرس الوطني.
وحول أسباب انعقاد الندوة قالت الدكتورة مرضية البرديسي - أستاذة الدراسات الاجتماعية في كلية الآداب بجامعة الملك سعود - إن ارتفاع الحاجة لتدخل الأخصائي الاجتماعي في المستشفيات والقطاعات الطبية هو الذي استدعى الحاجة الملحة للارتقاء بجودة وكفاءة الأخصائي.
المحاضرة الأولى كانت بعنوان "أبرز الاحتياجات والمشكلات الاجتماعية والنفسية للمرضى بأمراض مستعصية" وألقت المحاضرة الدكتورة مرضية البرديسي، حيث ركزت على دور الأخصائي الاجتماعي في مساعدة المرضى في والتأقلم على حالتهم الصحية المزمنة والتكيف معها، كما أشارت الدكتورة مرضية إلى دور الأخصائي في تثقيف أهل المريض وتوعيتهم بأفضل الطرق والوسائل في التعامل معه.
وأفرد الدكتور ناصر العود محاضرة مستقلة عن الشق الثاني من المحاضرة الأولى سلط فيها الأضواء على دور الأخصائي الاجتماعي مع المريض ومع أهله ومع المجتمع لتوعيته بكيفية تقبل المريض والتعامل معه.
واستعان الدكتور ناصر العود في محاضرته التي جاءت تحت عنوان "دور الخدمة الاجتماعية في التعامل مع الأمراض المستعصية"، بمقطع فيديو لبرنامج دكتور فيل الأمريكي لفتاة تعاني من سرطان الثدي وكيفية تعاملها هي وأسرتها مع المرض.
وتبع ذلك المحاضرة الثالثة للدكتور طلال المداح بعنوان " تأهيل الأسرة للتعامل مع المرضى" حيث ابدى فيها اهتماما خاصا بدور الأسرة الإيجابي في التأثير على الحالة النفسية والمعنوية للمريض إذ عرفت الطريقة المناسبة للتعامل معه.
وقبل أن تقطع استراحة قصيرة المحاضرات المتصلة ركزت المحاضرة الرابعة على "حقوق المرضى العلاجية والقانونية" والتي حاضر فيها الأستاذ أحمد المحيميد مركزا على أهمية توعية المريض بحقوقه القانونية.
وبعد الراحة كانت المحاضرة الخامسة للأستاذ الدكتور عبد الله الرشود بعنوان "أهمية تدريب وتطوير الأخصائي للتعامل مع الحالات المستعصية" وتحدث عن آليات تطوير الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي، وكيفية تزويده بالمهارات التي تساعده في عمله للحصول على ثقة المريض وثقة أهله.
أما المحاضرة الأخيرة فكانت بعنوان "نحو استراتيجية جديدة للبرامج والخدمات التي تقدم للمرضى بأمراض مستعصية" للدكتور عبد العزيز الدخيل، وصاحبها ورشة تدريب للأخصائيين تحت إشراف الأستاذ عبد المجيد طاش، وتم التركيز على كيفية قيام الأخصائي بوضع برامج متخصصة حسب فئة المريض العمرية يتم عن طريقها مساعدتهم على التكيف مع حالتهم المرضية.
وعلى هامش الندوة قدم أ.د عبد الله الرشود الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الشكر لقسم الخدمات الاجتماعية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية على تنظيم مثل هذه الندوات التي لها انعكاسات إيجابية على الأخصائيين، والتي تخدمهم في تفهم المشكلات الاجتماعية والنفسية للمرض وتوعية المجتمع بدور الخدمة الاجتماعية وأهميتها في المجال الطبي.
وتمنت البرديسي أن نصل إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة وأن يكون للخدمة الاجتماعية تدخل في وضع السياسات والخدمات في المجالات الصحية، وأن تنال الدعم والمساندة بتوفير الإمكانات المادية والمعنوية.