لفهم جهود إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى في الشئون الصحية بالحرس الوطني بشكل أفضل تحدثت الدكتورة حنان بلخي نائبة المدير التنفيذي في إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى عن مرض انفلونزا الخنازير (أو فيروس H1N1) وذكرت معلومات تفصيلية عن العديد من الموضوعات المتعلقة بالفايروس ولقاحاته.
تذكر الإحصائيات الحالية أن وضع انفلونزا الخنازير في المملكة العربية السعودية في وضع مستقر نسبياً حيث تتراوح معظم الحالات ما بين خفيفة الى معتدلة وبعض المرضى تظهر عليهم أعراض الانفلونزا العادية فلا يدركون أنه فيروس الـ H1N1.
أما بشأن المعلومات والآراء المتداولة حول اللقاح ضد الفيروس، فمن الضروري لكل فرد مهتم البحث الدقيق عن الموضوع في موازنة فوائد اللقاح وآثاره الجانبية مع مخاطر الانفلونزا. ووفقا للدكتورة حنان بلخي تعتبر معدلات الوفيات أقل بكثير منها في انفلونزا الطيور بنسبة 2-3 % ولذلك فإن اللقاحات حالياً تعتبر اختيارية.
يعتبر موضوع اللقاح مهماً للكثير إذ هناك مخاوف بشأن المواد المساعدة المستخدمة في اللقاحات والتي عادة لا تسبب مشاكل بالنسبة للبالغين ولكن مخاطرها لا تزال غير واضحة بالنسبة للأطفال. تظهر أهمية هذه المواد المساعدة في تقليل كمية اللقاح المطلوبة لكل فرد مما يسمح بزيادة جرعات اللقاح التي عادة ما يتم تصنيعها في حالات الوباء. لقد وافقت وكالة الأدوية الأوروبية (EMEA) - والتي تعتبر وكالة لتقييم الادوية الطبية تماثل بعملها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) - على استخدام هذا اللقاح خاصة للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو والسكر والشلل الدماغي.
العلاجات الطبيعية والمكملات الغذائية لا تعتبر بديلاً عن اللقاح نفسه إلا أن السيطرة على بعض أعراض الأمراض لا تساعد فقط في التقليل من مخاطر الاصابة بالانفلونزا ولكن تساعد في الحفاظ على الصحة العامة. فأخذ القسط الكافي من الراحة والقيام بالنشاط البدني واتباع حمية غذائية صحية ممارسات في غاية الأهمية بالنسبة لجميع الفئات العمرية وخاصة للفئات المعرضة لمخاطر إصابة عالية مثل أولئك المصابين بداء السكري والأمراض المزمنة والسمنة والنساء الحوامل.
وضعت إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى في محاولة لمنع انتشار الفيروسات قائمة أنظمة للمدارس التابعة للحرس الوطني لضمان الامتثال بأوامر الصحة العامة. بمتابعة كل من الدكتور القحطاني مدير الصحة العامة في إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى والسيدة بدرية العتيبي اخصائية صحة عامة بإدارة الطب الوقائي و مكافحة العدوى للقوائم المرجعية والتأكد من أن جميع المدارس التابعة للشئون الصحية بالحرس الوطني تحرص على توفير مستمر للصابون المناسب والمحارم الورقية وكذلك تتخلص من النفايات العامة وتطبق إجراءات النظافة. بالإضافة إلى ذلك محاولة الإدارة إعداد المواد العلمية والتثقيفية للمعلمين والمعلمات لتساعدهم على التعامل بشكل مناسب مع الوضع الحالي.
كما وقد وضعت اللجنة العلمية الوطنية لدراسة فيروس H1N1 نظام تقديم التقارير من قبل أعضائها كالدكتورة حنان وغيرها من خبراء الأمراض المعدية في القطاعات الصحية المختلفة لضمان الإبلاغ الفوري في حالة الإصابة أو الإشتباه بإصابة أي من طلاب المدارس بحالات عدوى فيروس H1N1 إذ تعد الاستجابة السريعة أفضل سبل السيطرة على انتشار المرض ومنع حدوث حالات اخرى.
في الأشهر الأولى من انتشار هذا الوباء لم يعرف الكثيرعن الفيروس وكيفية إنتقاله وسبل الوقاية منه ولكن الآن من خلال ما تعلمناه في الأشهر الماضية تتوفر لنا المزيد من المعلومات والمبادئ التوجيهية. لذا فمن المهم على جميع قطاعات الرعاية الصحية أن تمتثل لجهود وتعليمات وزارة الصحة واللجنة العلمية التي تستند على أحدث التقارير العلمية والتوصيات العالمية مثل الجهات المختصة كمركز المكافحة والوقاية من الأمراض (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) و وكالة الأدوية الأوروبية (EMEA).
وفي استطلاع قام به موقع الشئون الصحية بالحرس الوطني حول لقاح فيروس الـ H1N1 أشارت النتائج أن نسبة 21 % مستعدون لأخذ اللقاح و40 % ضد أخذ اللقاح أما نسبة 39 % المتبقية طلبت إجراء المزيد من التجارب والدراسات على اللقاح قبل اتخاذ أي قرار. وفي النهاية، يجب علينا جميعاً متابعة كافة المستجدات و الإطلاع على المواقع الطبية والعلمية الموثوقة وتجنب المصادر غير الموثوقة.