
الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة أصاب الحياة بالشلل، وجعل الفلسطينيين يعتمدون على أشياء بدائية لكي يوفروا احتياجاتهم، وهذا هو حال عائلة أبو جبارة في البريج بجوار دير البلح كغيرها من مئات العائلات الفلسطينية.
في مساء الثلاثاء 6 يناير كانت الأم تعد الشاي لأسرتها على الحطب في منزلها، إذ ليس لديهم لا وقود و لا كهرباء، ومن بعيد كان تسمع أصوات انفجارات إضافة لأصوات طلقات رصاص نتيجة الاشتباكات بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي. كانت العائلة المكونة من الأم و7 أبناء وبنت واحدة في انتظار الشاي لعله يدفئهم من برد الليل الطويل، وفجأة دك صاروخ إسرائيلي المنزل ليهدمه على كل من فيه.
لم ينج من المنزل سوى خالد (19 عاماً) وأخوه محمد بينما استشهدت كل عائلته، وبعضهم استخرجوه أشلاء من تحت أنقاض المنزل الذي أصبح عبارة عن كومة من التراب. ليسجلوا بدمائهم سطوراً جديدة في موسوعة النازية الإسرائيلية التي دمرت غزة خلال 22 يوماً.
أصيب خالد بشظية في بطنه نتج عنها تهتك في الكبد الذي أصبحت حالته سيئة إضافة لجروح في ذراعه اليمنى، ونظراً لتواضع الإمكانات الطبية في قطاع غزة تم نقله إلى معبر رفح ومنه إلى مطار العريش حيث تم نقله بطائرة إخلاء طبي مجهزة إلى مطار الرياض حيث استقبله قسم الطوارئ بالشئون الصحية بالحرس الوطني ليتم إدخاله فوراً إلى غرفة العمليات.
ويقول أخوه الذي يرافقه إنه نظراً لسوء حالته لم يخبره أحد مطلقاً عن استشهاد عائلته وأخبروه أنهم بخير ولكن إصابتهم أخف، ويتلقون العلاج في المستشفى بغزة.
لم يستطع خالد لشدة الإصابة أن يتحدث معنا ولكنه كان يرد على تحيتنا له بإيماءة من رأسه ولا يحول ناظريه عن التليفزيون وهو يتابع أخبار أهله عبر شاشات الأخبار، وهو يسمع ويشاهد أعداد الشهداء والجرحى التي وصلت إلى 1315 شهيد و5300 جريح خلال 22 يوماً فقط من القصف المتواصل.
إنما قص أخوه قصته، بعد أن أكد علينا قبل دخول الغرفة ألا نخبره عن استشهاد عائلته، وأشاد باستقبال الشئون الصحية وتكفلهم بعلاج أخوه والرعاية المتكاملة التي يلقاها من الطاقم الطبي المعالج له.
لم ينس محمد أن يوجه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على استضافته الكريمة وتوجيهاته بتذليل أي عقبات وتقديم كافة الخدمات التي تحتاجها الحالة الصحية لخالد.