
تخلصت عبير حسن العيسي فتاة في العقد الثاني من عمرها من مرض الفشل الكلوي المزمن بعد أن خضعت لعلاج ومتابعة دقيقة من قبل فريق طبي متخصص في مستشفى الملك عبد العزيز بالحرس الوطني في الأحساء بعد أن تلقت تبرعاً بالكلية من قبل والدتها لتستعيد حياتها من جديد بعد معاناة طويلة مع الآلام وعدم الإستقرار الصحي.
وأوضح المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج أن "الفريق الطبي اكتشف الفشل الكلوي المزمن حين كان عمرها 12 سنة، وسبب إصابتها بهذا المرض هو إلتهاب يعرف بالكبب الكلوية، وتمت متابعتها طبياً لمدة سنتين، واكتشاف المرض جاء في مرحلة متأخرة حيث أصبحت الكليتين ضامرتين، وتمت متابعتها بالعلاجات العادية إلى أن وصلت إلى مرحلة متقدمة".
وأكد استشاري أمراض الكلى في مستشفى الملك عبد العزيز ورئيس الفريق الطبي الدكتور البدري إبراهيم عبد القادر أن "المريضة أعطيت خيارين إما الغسيل الدموي أو البروتيني إلا أنها فضلت الأخير، ووجدت تشجيعاً من الفريق الطبي، لأنه قرار يسمح لها بممارسة حياتها الطبيعية حيث أنها استطاعت العودة إلى مقاعد الدراسة".
ويذكر أن المريضة إستمرت على الغسيل لمدة ثلاث سنوات بانتظام من دون أي مضاعفات، وكانت أسرتها مهتمة جداً وداعمة لعمل الفريق الطبي، وفي أثناء مرحلة الغسيل تقدم الأب برغبته في التبرع بكليته، إلا أن اختلاف الفصيلة حال دون ذلك، فبادرت الأم بالتبرع بكليتها لمطابقة فصيلتها مع ابنتها.
عمل الفريق الطبي على إنهاء إجراءات ما قبل عملية الزراعة وأكملت وأرسلت إلى الرياض، وتمت عملية الزراعة بنجاح ومن غير مضاعفات للكلية المزروعة، والأم تتمتع بصحة جيدة وهي تنتظر الآن مولودها الجديد.
وقال الدكتور البدري "هذه العملية تزيل مخاوف الكثيرين من التبرع بالكلى، وتؤكد إنسانية وفاعلية مثل هذا النوع من العمليات، ونحن كأطباء لا نرى أي ضرر على المتبرع أبداً، إذا ما اجتاز الفحوصات والتحاليل الكاملة"، مضيفاً "هذه حالة من حالات عدة ومعظمها ينتظر المتبرعين، إلا أن الفكرة السائدة في المجتمع تحذر من الإقدام على هذه الخطوة، وهي فكرة غير صحيحة".
من جهتها قالت المريضة عبير "لم أكن أتوقع أن تكون الأمور بهذه السهولة على الإطلاق، فقد كان الغسيل الكلوي متعب جداً ومؤلم، إلا أنني الآن أشعر بسعادة كبيرة لكوني أمارس حياتي الطبيعية، واستطعت أن انتظم في الدراسة بعد أن كان المرض يحيل دون تحقيق ذلك"، وأشادت بالفريق الطبي المعالج الذي كان سنداً وعوناً لها وقالت "لن أنسى أسرتي وعلى رأسهم والدي وأمي الذين تسابقا ليمنحاني جزءاً منهما".