فريق طبي ينجح بعلاج سيدة سعودية كانت مهددة بالفشل الكلوي مدى الحياة

ومع أن فصيلة ابنها تطابقت مع فصيلتها إلا أن الزراعة لم تكن ممكنة بسبب وجود أجسام مضادة عند المريضة ضد انتيجينات التطابق النسيجي لابنها، والتي كانت عالية جدا وتركيزها اكثر من 18 الف، مما يسبب رفض الكلية المزروعة مباشرة وخلال دقائق بعد زرعها. ولم يكن امام هذا التحدي للجميع سوى ايجاد متبرع آخر او تخليص المريضة من الأجسام المضادة لأنسجة المتبرع.

وهنا قام الفريق الطبي من مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية والمكون من رئيس قسم المناعة واستشاري أمراض وزراعة الكلى واستشاري جراحة زراعة الكلى بالتنسيق ووضع خطة علاجية (بروتوكول) مستخدمة عالميا لتخليص المريضة من الأجسام المضادة التي منعت إجراء العملية، وهذا البروتوكول يحتوي على غسيل البلازما، وأدوية مهبطة للمناعة، وعدة أدوية أخرى، واستمر هذا العلاج لمدة 14 يوم ، وبعد هذه المدة والمتابعه الحثيثة لتركيز الاجسام المضادة عند المريضة ، ووصولها الى تركيز منخفض جدآ ، تم فحص التطابق النسيجي، وكانت النتيجة سلبية ثم تم اجراء عملية اسئصال الكلية من الابن المتبرع وزراعتها في المريضة في ذلك الوقت المناسب وقد تكللت العملية والزراعة بالنجاح – بفضل الله تعالى.

ولقد خرجت المريضة من المستشفى بعد 7 أيام من اجراء العملية، والكلية المزروعة تعمل بشكل طبيعي، ويتم عمل بروتوكول لها لقياس المضادات بشكل دوري ومنتظم في مختبر التطابق النسيجي بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، والذي يحتوي على احدث التجهيزات لدعم برامج نقل الأعضاء والخلايا الجذعيه.

وقد جاء هذا الانجاز الذي يفتح الآمال العريضة أمام كل مرضى الفشل الكلوي بتوفيق من الله ثم دعم وحرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لتوفير الكوادر المدربة والأجهزة الطبية اللازمة لمواكبة سلسلة العناية بالوطن وأبناءه.