
في سناريو الفرضية تلقى مستشفى الإمام عبد الرحمن آل فيصل في الدمام بلاغاً يشير إلى توجه أكثر من 20 مصاباً في حوادث متفرقة إلى قسم الإسعاف في المستشفى وذلك من خلال فرضية إخلاء طبي لمجموعة من المصابين كتدريب لإدارة الكوارث انتهى بهذه العملية الوهمية. وتعد هذه الفرضية الثانية التي تقوم بها قيادة الطب العسكري الميداني في القطاع الشرقي في مستشفى الإمام عبد الرحمن آل فيصل، وشاركت فيها الفصائل الطبية وضباط من الشرطة العسكرية في القطاع الشرقي ووحدة الإطفاء.
أشار قائد الطب العسكري الميداني في القطاع الشرقي العميد محمد شامان الشمري إلى أن "هذه الفرضية تأتي للوقوف على الاستعدادات التي يمكن أن نختبرها في حال وقوع كوارث من هذا النوع". ولقد خضعت إدارة الكوارث لتدريب مكثف على مدى أسبوع كامل لكي تتمكن من تطبيق هذه الفرضية على أرض الواقع وإخلاء أكثر من 20 مصاباً في حوادث متفرقة.
أسفرت الحوادث الوهمية عن وجود 20 مصاباً بإصابات متفرقة تتراوح بين البالغة والمتوسطة والخفيفة، مع وجود حالتي وفاة، وقال العميد الشمري "شاركت ثمان سيارات إسعاف أدت المهام المنوطة بها باحترافية عالية"، مضيفاً أن "التدريب والذي استمر لمدة أسبوع استهدف ضباط الفصائل، والشرطة العسكرية، ووحدة الإطفاء، ونتلمس الفائدة من خلال تكرار مثل هذه الفرضيات التي لا نتمنى وقوعها على أرض الواقع، لكننا مستعدون لها وبثقة عالية".
تأتي هذه التجربة بعد سلسلة من الفرضيات والتجارب الدورية التي تنفذها الشئون الصحية بالحرس الوطني في القطاع الشرقي لمعرفة الإمكانات التي يمكن توفيرها لمواجهة مثل هذه الحوادث بحسب تصريح المدير التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج، مشيراً إلى أهمية تنفيذ مثل هذه الخطط التي تصب في مصلحة مواجهة مثل هذه الحوادث.
وقال "نطبق مثل هذه الفرضيات والتجارب بصورة مستمرة وتحمل جدية ومسؤولية كبيرة، هدفنا الرئيس من ورائها أن نكون على أهبة الاستعداد في حال حدوثها، ودرس الإيجابيات والسلبيات ومكامن القصور لتفاديها، ومن خلال فرضيات سابقة استطعنا أن نحقق نجاحات متتالية في هذا العمل سعياً وراء تحقيق العمل المتكامل، وأن يعي كل فرد من أفراد الفريق العامل مسؤوليته في حال حدوث مثل هذه الحوادث مستقبلاً".
فتعطي الفرضيات الطاقم العامل فيها استعداداً لمواجهة مثل هذه الحوادث، وتضع الجميع في أجواء حقيقية حتى لا يتفاجأ الطاقم بمثل هذه الأوضاع مستقبلاً إضافة إلى ما تكسبه مثل هذه التدريبات من مهارات طبية مطلوبة. وأضاف الدكتور أحمد العرفج "تمت هذه التجربة بهذا العدد لدراسة إمكانية استقبال أعداد أكثر من ذلك، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهة أي حادث كان، لأننا استطعنا من خلال سلسلة من التدريبات المستمرة أن نرفع كفاءة العاملين عندنا لمواجهة الحالات الحرجة".
وقال نائب المدير الإقليمي التنفيذي للشئون الطبية في مستشفى الإمام عبد الرحمن آل فيصل الدكتور أحمد الشعيبي "لقيت حالتين حتفهما بحسب خطة الفرضية، فيما تنوعت الإصابات حيث أصيبت ثمان حالات بإصابات خطيرة، وباقي الإصابات تنوعت بين المتوسطة والخفيفة، وكان السؤال الذي أردنا الإجابة عليه من وراء هذا التدريب، كيف نتعامل مع هذه الإصابات حدوثها". وأكد "تعامل الفريق الطبي والتمريضي والفني أيضاً بحرفية عالية، وعادة تتم مثل هذه التدريبات بسرية تامة لا يخبر عنها أي أحد ليتم قياس ومعرفة مكامن الإيجابيات والسلبيات، وحققنا نجاح كبير جداً، وستتم معالجة الأخطاء التي رصدها مراقبون مستقبلاً".
ولقد تم التصحيح بصورة مستعجلة من خلال اجتماع عقد في اليوم التالي ناقش عملية تصحيح ومراجعة جميع الأمور مع الفريق فتم وضع مراقبين في كل موقع وتسجيل العملية بكاميرات خاصة ليتم عرض التسجيل والتأكد من مكامن الخطأ لو وجد، ولقد أظهرت التجربة نجاحاً كبيراً بنسبة 95 في المئة.