اختتام برنامج الأمان الأسري الوطني مؤخراً حملة "لا ترجوني" والتي انطلقت فعالياتها مطلع شهر يناير 2012م برعاية كريمة من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة عـادلة بنت عبدالله آل سعود - رئيس برنامج الأمان الأسري الوطني.
وكانت الغاية من المشروع الحد من إصابات الرأس المتعمدة أو "متلازمة الطفل المهزوز" (Shaken Baby Syndrome) في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض واستهدفت الأمهات حديثي الولادة في أجنحة ما بعد الولادة والأطفال وعيادات متابعة الحمل والولادة وعيادات الأطفال وعيادات أم الحمام وخشم العان.

وخلال الحملة قام برنامج الأمان الأسري الوطني بجهود كبيرة بالتعاون مع الأقسام المعنية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية كإدارة التمريض، وإدارة الخدمة الاجتماعية وإدارة علاقات المرضى، حيث قامت أخصائيات التثقيف الصحي والممرضات والأخصائيات الإجتماعيات المشاركات بالحملة بتوعية الأمهات بأخطار هز الطفل بعنف وكيفية التعامل مع بكاء الطفل الرضيع في محاضرات توضيحية خصصت لمدة 10 دقائق لكل أم على حدة وتقديم كتيبات توعوية وهدية للطفل. وجدير بالذكر أنه تم خلال محاضرات التوعية تثقيف أكثر من 6000 أم خلال هذه الحملة.
وقالت المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها عبدالله المنيف، أن أهمية الحملة تكمن في توعية الأمهات خصوصاً والمجتمع عموماً عن خطورة هز الطفل بعنف أثناء حالة غضب التي قد تصيب أحد الوالدين، حيث يعتبر البكاء هو السبب الرئيسي الذي يدفع الوالدين لهز الطفل الرضيع بشدة لإسكاته مما قد يسبب إصابات الرأس المتعمدة أو "متلازمة الطفل المهزوز" (Shaken Baby Syndrome) وهذا هو الاسم الطبي لهذا النوع من العنف ضد الطفل وهذا النوع من السلوك من الوالدين خطير جداً وقد يسبب نزيف بالدماغ أو بتجويف العين، أو كسور في القفص الصدري مما يؤدي إلى (الوفاة، صعوبة التعلم، العمى، الإعاقات الحركية، والتشنجات) لا قدر الله. وتعتبر هذه الحملة إحدى البرامج التوعية لتأهيل الوالدين والذي أثبت جدواه في الدول الغربية للتقليل من نسبة العنف ضد الطفل وخاصة إصابات الرأس الخطيرة. وتقدم عادة هذه البرامج التثقيفية في المستشفيات وتوجه للأم بتوضيح الطرق الوقائية لصدمات رأس الطفل العنيفة وإكساب الأم مهارات للتعامل مع بكاء الطفل.
من جانبها ذكرت مديرة المشروع ومديرة قسم التشغيل ببرنامج الأمان الأسري الوطني الأستاذة منى مبارك القحطاني، أن دراسة تجريبية تم إجراءها لقياس فعالية هذه الحملة، حيث تم اختيار 100 أم من أصل 2000 أم عشوائياً وإجراء اتصال هاتفي عليها لسؤالها عن مدى تذكرها للمعلومات التي أعطيت لها قبل 4 أشهر، ووجد أن 51% من المعلومات التي قدمت خلال الحملة يمكن للأمهات تذكرها. ومن هذا المنطلق فإن البرنامج يسعى إلى تعميم هذه التجربة على كافة مستشفيات المملكة العربية السعودية وذلك نظراً لخطورة هز الطفل بعنف.
وأضافت القحطاني أن عدد الحالات التي تسجل سنوياً في السجل الوطني لحالات إساءة معاملة وإهمال الأطفال في المملكة العربية السعودية بالقطاع الصحي هي 12 حالة إصابة رأس شديدة لدى الأطفال بسبب هز الطفل، ونسبة الوفيات منها 25% و نسبة الإعاقات الناتجة عن الإصابة 50%. وخلال حملة "لا ترجوني" لم تسجل حالة لطفل مرتج لأي أم تلقت التثقيف خلال الحملة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، مما يدل على فعالية المشروع كبرنامج وقائي لمتلازمة الطفل المهزوز، و سيقدم البرنامج مقترح هذا المشروع لوزارة الصحة كبرنامج وقائي للحد من العنف ضد الطفل والذي يمكن تطبيقه كبرنامج تثقيف صحي في جميع مستشفيات المملكة.