
تقوم الشئون الصحية بالحرس الوطني في القطاع الغربي برعاية 2824 مريض في منازلهم من خلال برنامج الرعاية الصحية المنزلية الذي بدأ عام 1997م ولا يزال مستمرًا حتى اليوم. وقال مديرالعلاقات العامة والشئون الإعلامية عبدالرحمن المغربى "إن البرنامج جاء إيمانا من الشئون الصحية بالحرس الوطني بأن خدمة المرضى تنبع من احتياجاتهم مدعومة بالبحث الاكاديمي والعلمي لرفع مستوى الخدمة لأعلى المستويات. فأخذ بذلك دور الريادة في خدمة المرضى".
يذكر أنه صدر قرار من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 1997م عندما كان وليا للعهد ينص على إنشاء مراكز الرعاية الصحية المنزلية بالحرس الوطني وتكوين أول مؤسسة خيرية وطنية في المملكة برئاسة صاحبة السمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان وترأس فرع المنطقة الغربية صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتكون شريكًا استراتيجيًا لمركز الرعاية الصحية المنزلية.
وأشار إلى أن البرنامج يهدف إلى: تعريف العاملين في المجال الطبي والاجتماعي بأهمية الرعاية الصحية المنزلية للمرضى طويلي الإقامة، وإشراك المجتمع في رعاية الحالات المرضية المزمنة بأن يكون هنالك مشاركة بين المستشفى والمنزل، وتوفير المساعدة المالية والمعنوية للحالات المرضية في منازلهم ومع ذويهم، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية المنزلية من مختلف الأعمار من كبار السن الى الاطفال.
وأضاف أنه منذ نشأته قام مركز الرعاية الصحية المنزلية بالحرس الوطني في جدة بدور ريادي في تقديم الرعاية الصحية في المنازل لأكثر من 2824 مريضاً وقد تراوحت مدة رعاية المريض الواحد من أسابيع محدودة إلى عدد من السنوات، وذلك في حالة المرضى المسنين ومرضى السرطان. وتنوعت خدمات الرعاية المقدمة: تمريض 70%، علاج طبيعي 18%، علاج نفسي 2%، طبية 10%. وقد شملت الخدمات الاجتماعية 80% من المرضى.
وأوضح أن خدمات المركز تستهدف الأمراض التالية: الأمراض المزمنة، الأمراض النفسية، مرضى الغسيل الكلوي البريتوني، الرعاية التلطيفية، مرضى السرطان. ويقوم المركز بمساندة المرضى في منازلهم بما يلي: تجهيز وتهيئة منازل المرضى لمساعدتهم على خدمة أنفسهم، وتأمين الأجهزة الطبية مثل السرر الطبية والكراسي المتحركة وغيرها، تأمين مستلزمات الرعاية الوقائية مثل: أجهزة التنفس وأنابيب الأكسجين والفرشات الهوائية، الخدمات المنزلية للمرضى في حالة عدم وجود من يقوم بهذه الخدمات. ولخدمة المرضى قام الحرس الوطني بالتعاون مع الجمعية الخيرية النسائية بإنشاء “دار الأمان” في عام 2003م التي تعتبر أول دار للرعاية التلطيفية للأمراض المزمنة.
كما تعاون المركز مع المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية بإنشاء "دار الضيافة" جوار مركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل للأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في جدة في عام 2004م كأول دار لتوفير الرعاية التلطيفية والإقامة لمرضى السرطان.
وقد قامت الشئون الصحية بالحرس الوطني خلال السنوات الماضية ممثلة بمركز جدة للرعاية الصحية المنزلية بتدريب كوادر من الحرس الوطني وكذلك من مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز ووزارة الصحة ومركز الجوف ومركز المدينة المنورة على خدمات الرعاية الصحية المنزلية. وقد شارك في تدريب طالبات من كليات التمريض بالحرس الوطني والخاصة بالرعاية الصحية المنزلية، وقام أيضاً بإعطاء دورات تدريبية لعدد من العاملين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في جدة. ويقوم وبشكل متواصل بتدريب عائلات المرضى ونشر الوعي الصحي ووعي الاعتناء بالمرضى في بيوتهم.
ويقوم المركز بالتطوير الدائم والمستمر لكوادره ليتماشى مع آخر المستجدات في المجال الطبي والتقنيات المستخدمة في الرعاية الصحية المنزلية. وقال: إن المركز يعتمد على قاعدة معلومات تمكنه من القيام بتوقعات نسبة الحاجة للرعاية الصحية المنزلية والمتغيرات في أنواع الأمراض التي تحتاج للرعاية الصحية المنزلية. وانطلاقًا من الريادة في مجال الرعاية الصحية المنزلية بالحرس الوطني تبنت القطاعات الصحية الأخرى هذا المجال مثل وزارة الصحة والخدمات الطبية في وزراة الدفاع والطيران ومن المؤمل أن تتظافر الجهود لتغطية جميع مدن المملكة. وقد حصل المركز ضمن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني على شهادة الجودة “JCI” ليكون متماشيًا في ذلك مع مستويات الخدمة في كندا والولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه بتوجيه من المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني الدكتور بندر القناوي تتبنى الشئون الصحية للحرس الوطني تقديم خدمات جديدة للرعاية الصحية المنزلية تتلخص في: الحقن الوريدية للمضادات الحيوية ومخففات الآلام وكذلك للعلاج الكيميائي لمرضى السرطان. فبدلًا من حاجة المريض للبقاء في المستشفى لمدة قد تطول إلى أسابيع بل أشهر يتم الحقن والمتابعة المستمرة في المنزل، خدمات القابلة ومتابعة الحمل وذلك قبل وبعد الولادة، خدمات العناية بالجروح المستعصية ومتابعة علاجها.
ويسعى الحرس الوطني في السنوات القادمة لزيادة خدمات الرعاية الصحية المنزلية وإضافة أنواع أخرى من خدمات الرعاية الصحية المنزلية لتغطية مناطق المملكة التي تتواجد فيها المستشفيات والمراكز الطبية للحرس الوطني.
تشمل الرعاية الصحية المنزلية مجموعة واسعة من الخدمات الصحية والاجتماعية يتم تقديمها للمرضى في بيئتهم المنزلية التي اعتادوا عليها محاطين بأحبائهم وفي جو نفسي يرتاح له المريض، مما يساعده على التحسن الأسرع. وهذه الخدمة تشمل: المتعافين في طور النقاهة أو المعوقين أو ذوي الأمراض المزمنة أو المصابين بأمراض لا شفاء منها أو العجز أو الشيخوخة أو الأيام الأخيرة، ومن يحتاج للرعاية الطبية والتمريض والخدمة الاجتماعية أو العلاجية أوالمساعدة في الأنشطة الأساسية للحياة اليومية.