
تتواصل النجاحات الطبية لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في جدة حيث سجلت انجازاً باجراء عملية جراحية دقيقة لمريض يبلغ من العمر 8 سنوات يعاني من ورم سرطاني متضخم بمفصل الكتف الايمن وعظمة وعضلات العضد اجراها فريق طبي سعودي متكامل برئاسة استشاري جراحة أورام العضلات والعظام والمفاصل الصناعية والاصابات الرياضية الدكتور علي اليامي وبمشاركة استشاري جراحة التجميل الدكتور محمد القحطاني والدكتور هيثم جمجوم وشارك فيها طاقم طبي من جراحة العظام وجراحة التجميل وجراحة الأوعية الدموية. وتكللت جهودهم بالنجاح بعد 15 ساعة متواصلة استغرقها المريض داخل غرفة العمليات، ويذكر أن حالة المريض بعد العملية مستقرة ويتمتع بصحة جيدة.
وقد تم تشخيص الحالة حينما راجع عيادة جراحة العظام بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة تحت اشراف الدكتور علي اليامي وتم اجراء الفحص الاكلينيكي والأشعة والتحاليل المخبرية ومن ثم أخذ عينة من الورم حيث تبين وجود ورم سرطاني غير منتشر، فبدأ معالجته بجرعات علاج كيماوي قبل اجراء العملية الجراحية، حيث تم استئصال الورم كاملاً مما أدى الى استئصال مفصل الكتف الايمن وما يقارب 14سم من عظمة العضد، ولتعويض الجزء المستأصل تم نقل مفصل الشظية القصبي من أعلى الساق اليسرى بكامل أوعيته والغضاريف المبطنة إلى مفصل الكتف الأيمن حيث تم توصيل الأوردة والشرايين بالأوعية الدموية للعضد وقد استخدمت العضلات الدائرية للكتف والصفائح المعدنية لتثبيت المفصل والعظم المنقول، كما تم بفضل من الله المحافظة على جميع الأعصاب المغذية لعضلات الطرف العلوي الأيمن ومن ثم المحافظة على وظائف ذلك العضو.
وأشار الدكتور علي اليامي ان هذه الحالات تعتبر العمليات الجراحية فيها صعبة ونادرة ولا تجري إلا في مراكز متخصصة وذات امكانيات متطورة حيث لابد من وجود عناية مركزة مؤهلة بأطباء اكفاء واجهزة دقيقة، وتوفر طاقم تمريض على مستوى عالي ومراكز إعادة تأهيل عالية المستوى للحصول على النتائج المرجوة، فمركز الامير نورة بنت عبدالرحمن الفيصل يعد من أكثر المراكز تطوراً والسبب في ذلك أن من ضمن الاستراتيجية التي تنتهجها الشؤون الصحية للحرس الوطني لتقديم أفضل الخدمات العلاجية والرعاية الصحية المتقدمة والمتكاملة يتم تأمين أحدث الأجهزة ذات تقنية متقدمة في مجال علاج الأورام.
وأوضح المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني في القطاع الغربي الدكتور منصور الجندي أن الخدمات الصحية بوطننا الغالي تحصل على دعم كبير مما جعل مستوى الرعاية الصحية يصل إلى مستويات عالمية، ولعل الجانب الأهم هو بناء الكوادر الوطنية المؤهلة بأعلى المستويات.