الشؤون الصحية بالحرس الوطني في جدة تشارك بفعاليات الحملة الوطنية للتطعيم ضد مرض شلل الاطفال

اختتمت فعاليات الحملة الوطنية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال بمشاركة فعالة من الشؤون الصحية بالحرس الوطني في جدة، واستهدفت الحملة تطعيم جميع الأطفال دون سن الخامسة بعدد يقارب 2000 طفل على جرعتين حيث أن الجرعة الأولى التى اختتمت يوم الأربعاء 7ربيع الآخر1433هـ الموافق 29 فبراير 2012م على مدار خمسة أيام أما الجرعة الثانية سوف تبدا من 15-19 جمادي الاولى1433هـ الموافق7-11 ابريل 2012م.

وأشار الدكتور فيصل فرحات منسق الحملة بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة إلى أن مرض شلل الأطفال يعتبر من الأمراض التي أصابت الإنسان منذ العصور القديمة حيث كانت أول معرفة بهذا المرض في عام 1350 قبل الميلاد بواسطة المصريين القدماء ومنذ ذلك التاريخ عانت البشرية في كافة أصقاع الأرض من آثار هذا المرض على صحة الطفل والمجتمع.

يعد شلل الأطفال من الأمراض المعدية ويسببه فيروس يصيب الجهاز العصبي يؤدي إلى الشلل خلال وقت قصير جداً، وينتقل هذا الفيروس المعوي عن طريق الفم من خلال طعام او شراب ملوث ثم يصل إلى الغدد اللمفاوية في الحلق أو الأمعاء حيث يتم تكاثره ثم يهاجم الجهاز العصبي ويصيب الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي أو المنطقة البصلية بالدماغ، وتظهر الأعراض في شكل ارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالإعياء والصداع والقيء وآلام في الاطراف. وتتراوح هذه الاعراض ما بين البسيطة والشديدة الخطورة مثل شلل الأطراف أو حتى تفضي إلى الموت أحيانا وذلك في حالة إصابة مركز التنفس بالمخ،فان شلل الأطراف يحدث بمعدل حالة واحدة من بين كل 200 عدوى وتحدث الوفاة بمعدل 5-10% من بين المصابين بالشلل.

إن فيروس شلل الأطفال هو سبب الإصابة بالمرض وهو ثلاثة أنواع مختلفة، ويصيب هذا المرض الأطفال دون الخامسة في أغلب الأحيان. وفي مايو من عام 1988م أعلنت جمعية الصحة العالمية الحادية والأربعون التزام منظمة الصحة العالمية باستئصال مرض شلل الأطفال من العالم ،فانخفضت معدلات الاصابة بهذا المرض بنسبة مئوية تزيد عن 99% على مستوى العالم، ولكن خلال عام 2011م اكتشف أنه مازالت هناك بعض حالات في بعض البلدان النامية على مستوى العالم مثل (نيجيريا، والهند، وأفغانستان، وباكستان)، فوجود حالة واحدة تعني أن هنالك خطورة من انشار المرض، لذلك وجب التركيز على برامج التحصين الفعالة والأستقصاء الوبائي لأنها الطرق الأكيدة للتخلص من شلل الاطفال والأمراض الوبائية الأخرى.

وقد سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى تحقيق هدف استئصال هذا المرض من المملكة العربية السعودية. ويتحقق هذا الهدف عن طريق التطعيم الإلزامي للرضع بناءا على برنامج التطعيم المتعارف عليه (EPI) فيتم استئصال المرض عن طريق التغطية باللقاح للأطفال بالجرعات الاساسية والتكميلية ضمن جدول التحصينات لتطعيم الاطفال والتى تكون عبارة عن نقطتين في الفم، وكذلك الحملات الوطنية الشاملة للتطعيم Polio Eradication Campaign)) التى تنفذ على المستوى الوطني وذلك بتطعيم جميع الأطفال في عمر خمس سنوات وأقل في وقت واحد بجرعتين من لقاح شلل الأطفال (بفاصل أربعة إلى ستة أسابيع بين الجرعتين)، وقد تبنت حكومتنا الرشيدة استئصال هذا المرض الخطير من خلال وزارة الصحة والتي شجعت بدورها جميع العاملين في القطاعات الصحية الأخرى للوصول لهذا الهدف. وتناغما مع مجهودات وزارة الصحة في هذا الشأن، لذا حرصت الشئون الصحية بالحرس الوطني على تبني برنامج تطعيم شلل الأطفال الشامل بالتأكد من تطعيم كل الأطفال دون الخامسة من منسوبي الحرس الوطني .

وأوضح الدكتور فرحات أن تنسيق خط العمل الميداني لم يكن بالأمر الهين حيث أحتاج إلى الكثير من الترتيبات والتحضيرات، فبداية يتم تهيئة العاملين على الحملة، فقد قام في اليوم الأول مسئول الحملة من مركز طب المجتمع والطب الوقائي بإلقاء كلمة ترحيبية والتعريف بأهداف الحملة وسبل إنجاحها ، ثم القى الضوء على إيجابيات وسلبيات الحملات السابقة وتعريف المشاركين بأهمية دورهم في إنجاح الحملة. كما تم أخذ الإحتياطات اللازمة لحفظ اللقاح نظرا لأن لقاح التطعيم ضد مرض شلل الأطفال فائق الحساسية ويجب ملاحظة سلسلة التبريد بدقة في حالة تخزينه واستخدامه فقد تم تعريف الممرضات والممرضين عن سلسلة التبريد وكيفية التعامل مع اللقاح، وتم توزيع نشرة توضيحية بهذا الخصوص.

وتم تشكيل عدد 15 فرقة صحية، يضم كل فريق من ممرضتين وممرضين وتم توزيع خرائط تفصيلية جغرافية لكل فريق بحيث توضح توزيع مداخل وشوارع ووحدات الأحياء السكنية التي يتوجب على كل فريق تغطيتها . كما تم تنسيق جداول لتغطية جميع وحدات المدينة السكنية وذلك بأن يغطي كل فريق معدل 140 وحدة سكنية خلال أيام الحملة. وقد تم اعتماد أوقات الحملة من الساعة الثانية ظهرا إلى الساعة السادسة والنصف مساءا بالمدينة السكنية في جدة ومن الساعة الخامسة مساءً الى الساعة الثامنة مساءً بالمدينة السكنية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية. وبعد ذلك تتم عملية متابعة دقيقة لكل فريق في نهاية ساعات العمل وذلك لحصر الأطفال الذين تم تطعيممهم من الذكور والإناث وكذلك حصر كمية الفاقد من اللقاح. وفي نهاية دوام اليوم الأخير للحملة يتم مراجعة ما تم تغطيته من الوحدات السكنية لكل فريق والتأكد من التغطية الشاملة لكل الوحدات السكنية.

وأوضح المدير التنفيذي المشارك للطب الوقائي وامراض العدوى بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة عبدالحكيم الثقفي أن العمل لتخطيط وتنفيذ الحملة استلزم الخطوات التاليـة: بداية تم التخطيط المبدئـي حيث قامت إدارة مركز طب المجتمع والطب الوقائي بعقد اجتماعات متتاليـة من أجل تخطيط وصياغة خطة عمل تنفيذية ومشاركة جميع العاملين في صياغتها، ومن ثم حددت المهام والمسئوليات لكل فرد. كما تم التنسيق والتعاون مع الجهات المعنيـة بالمشاركة لتحديد نوع وكيفية المشاركة. ثم أتت الخطوة الثانية وهي التثقيف الصحي لأهمية زيادة الوعي الصحي لجميع أفراد المجتمع عن خطورة مرض شلل الأطفال وقد لزم الإعداد لخطة مكثفة للتثقيف الصحي عن أهمية الحملة الوطنية للتطعيم ومواعيدها وكذلك إيضاح دور أولياء الأمور في إنجاح الحملة.

كما تم أيضا مشاركة العاملين بمراكز الرعاية الأولية وبرنامج الصحة المدرسية ومستشفى الملك خالد في نشر الوعي الصحي بين القطاعات التي تخدمها، ثم قمنا بتحديد الفئـة المستهدفـة لتقييم نسبة التغطية في نهاية الحملة. ويعتبر الإحصاء السكاني لقاطني المدينة السكنية هي الطريقة المثلى لمعرفة أعداد هذه الفئة من المجتمع. ثم تم وضع خطة الوصول إلى الفئة المستهدفة لتحقيق أفضل تغطية للفئة المستهدفة مقارنة بانتقال جميع الأطفال دون الخامسة لمراكز الرعاية الأولية للتطعيم . ولذلك قام مركز طب المجتمع والطب الوقائي بتنسيق فرق عمل(15فرقة) ميدانية لتغطية تطعيم أطفال منسوبي الحرس الوطني داخل المدينة السكنية. كما أنه تم تطعيم الأطفال دون سن الخامسة بمراكز الرعاية الصحية الأولية والذين لم يتم تطعيمهم أثناء دوريات الفرق.

كما تم تأمين اللقاحات وقد تم التعاون مع إدارة التموين الطبي بالرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة وذلك بتوفير اللقاحات الكافية للفئة المستهدفة مضاف إليها 20% تحسبا لأي زيادة غير متوقعة عن العدد المقدر أو أي فاقد من اللقاحات. كما تم التأكد من فعالية حفظه حسب الشروط القياسية للحفظ. وتم أيضا التأكد من فعالية اللقاحات وعدم تعرضها للحرارة وذلك بفحص مراقب قنينة اللقاح الملصق مباشرة على كل قنينة، واخيراً تم التنسيق مع كلية التمريض في جامعة الملك سعود بالحرس الوطني ومجموعة معاهد إعداد الكوادر الصحية للمشاركة والطب العسكري في هذه الحملة. كما تم توفير طبيب وطبيبة في مقر الحملة طوال أيام الحملة الخمس للتعامل مع الحالات المرضية التي قد تطرأ.

وبين الدكتور فاضل كمال نائب المدير التنفيذي للخدمات الطبية للرعاية الصحية الاولية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة أن هذه الحملة شملت الاطفال المترددين على مراكز الرعاية الصحية الأولية والعيادات الخارجية بمستشفى الملك خالد والمرور على الوحدات السكنية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية ومدينة الملك فيصل للحرس الوطني.

وأضاف الدكتور كمال بفضل الله اثمرت جهودنا في التخطيط والتنسيق لهذه الحملة حيث تمت الحملة بنجاح باهر في تغطية جميع المناطق المنشودة دون اي مشاكل او عقبات بنسبة تطعيم ما يقارب 400 طفل يومياً، والشكر على جهود كل القائمين على الحملة والمشاركين.