أنقذ التدخل السريع لفريق طبي في مستشفى الملك عبد العزيز في الشئون الصحية بالحرس الوطني في الأحساء سيدة في العقد الثالث كانت تعاني من ورم نادر يصيب واحد من مليون شخص على مستوى العالم، ويصنف طبياً ضمن الأمراض الخطيرة لصعوبة اكتشافها وتأثيرها على الجسم حيث حولت المريضة إلى عيادة الغدد والسكري وهي تعاني من هذا المرض منذ ما يقارب الثلاث أعوام.
وقال إستشاري الغدد والسكري الدكتور علي القرني بأنه تم ملاحظة علامات إفراط في إفراز هرمون النمو في المريضة والذي يمكن أن يكون السبب في مرض السكري، وتم تقييمها عن طريق التحاليل والرنين المغناطيسي فتبين أنها تعاني من ورم نادر في الغدة النخامية وهو ورم نسبة حدوثه على مستوى العالم واحد في المليون.
وأشار الدكتور القرني أن هذا النوع من الأورام لا يتم التعرف عليه بسهولة وأعراضه تكون بطيئة فعادة ما يتم التعرف عليه بعد أكثر من 10 سنوات، ومن مظاهره تضخم الأطراف والفكين والأعضاء الداخلية بما في ذلك القلب وزيادة نسبة السكري مضيفاً إلى أن العلاج يكون بالاستئصال الجراحي، وتجري عادة في مراكز متخصصة ومتقدمة.
وقد أعلن الفريق نجاح العملية بدون أي مضاعفات، ووضح الدكتور القرني أن نتائج التحاليل والفحوصات أثبتت شفاء المريضة وتخلصها من هذا الورم، ومع ذلك فهي ستخضع لمتابعة طويلة، وتعد هذه العملية الأولى من نوعها التي تجرى في المستشفى، مما يعطيها هذه الأهمية ندرة حدوثها وعدم تمكن أي مستشفى من اكتشاف المرض والتخلص منه.
كان من المتوقع لو لم يكتشف المرض أن تصاب المريضة بمضاعفات كثيرة، وبعضها تعاني منه حالياً مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض تصلب الشرايين وتضخم القلب، وأشار الدكتور القرني إلى أن المصابين بمثل هذا المرض معرضين للأورام السرطانية خاصة سرطان القولون ونسبة الوفيات للمصابين أعلى بكثير من غير المصابين، وهذا المرض يؤثر وبشكل كبير على المفاصل ويصيبها بالالتهابات.
ويرجع الأطباء أسباب تأخر التشخيص لهذا المرض لندرة وقوعه لذا توصي المنظمات الطبية على وجوب أن يكون هناك زيادة في الوعي لدى الأطباء بخصوصه، وإن كان هناك الشك في احتمال الإصابة فيجب تحويلها مباشرة للمختص.