تمثل ذكرى اليوم الوطني مناسبة غالية على قلوب الجميع في هذا الوطن العزيز، انطلاقاً من رمزية هذه الذكرى وما تشكله من قيم عظيمة ومبادئ راسخة ثابتة قامت عليها هذه الدولة المباركة، منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ الذي بنى وأسس أهم وأكبر كيان سياسي في العهد الحديث، وهي المملكة العربية السعودية التي شكلت النموذج الفريد من الوحدة التي لا مثيل لها، بسِماتها وخصائصها وعمقها. وقد تعاقب أبناء المؤسس، ملوكنا الميامين على حمل هذه الراية، والغاية النبيلة، جيلاً بعد جيل، بناءً وتطويراً، حتى وصلنا لهذا العهد الزاهر، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.

إن ما نعيشه اليوم من تقدم ورخاء وتنمية مستدامة، وما يشهده الوطن من منجزات متوالية في شتى الميادين، إنما يعكس حرص واهتمام قيادتنا الرشيدة ـ أيدها الله ـ على مواصلة البناء والتطوير والتحديث، وتسخير كافة الإمكانيات والمقدرات في سبيل رفعة الوطن والمواطن، وها نحن بفضل الله سبحانه، ثم بفضل هذه السياسة والرؤية الحكيمة، نجد أن بلادنا تتبوأ المكانة اللائقة بها في المشهد الدولي، وتقوم بالأدوار الكبيرة المهمة على كافة الأصعدة، وتصبح قبلة العالم ووجهته، سواءً على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني، وفي جميع المجالات، كما أنها على الصعيد الداخلي تشهد نهضة تنموية شاملة، تنطلق من رؤية طموحة وعزيمة راسخة قوية ترسم معالم المستقبل المشرق للوطن، معتمدة على الإنسان السعودي، بوصفه ركيزة التنمية وهدفها، من خلال الحراك الكبير الذي تقوم به جميع قطاعات الدولة ومؤسساتها.

وتفخر الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بأنها جزء من هذا الحراك الوطني التنموي الفاعل، وقد تشرفت مطلع هذا العام بتنظيم قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية تحت رعاية سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ورعاه ـ وبتشريف سمو سيدي وزير الحرس الوطني حفظه الله، والتي رسخت مكانة المملكة كقوة فاعلة ورائدة في هذا القطاع الحيوي الهام الذي يعد بمستقبل مزدهر في صناعة التقنية الطبية والاستثمار في مجالاتها المختلفة.

وتواصل الشؤون الصحية أداء رسالتها، سواء في تقديم الخدمة الطبية النوعية، من خلال المدن الطبية والمستشفيات والمراكز المنتشرة في مختلف المناطق، أو من خلال ما تقوم به جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية من تعزيز وتوطين الكفاءات العاملة في منظومة القطاع الصحي في بلادنا الغالية، فقد قدمت العام الماضي، وعبر فروعها الثلاثة في الرياض وجدة والأحساء (2406) خريجاً وخريجة، لتحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة ـ أيدها الله ـ في صناعة نهضة متجددة في شتى المجالات الصحية، وتجد كل من الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية كل الدعم والاهتمام من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، الذي يتابع ـ أولاً بأول ـ كل ما يخدم هذه المنظومة ويرتقي بها.

وإنه ليشرفني في هذه المناسبة الغالية، أن أتقدم باسمي ونيابة عن كافة منسوبي الشؤون الصحية والجامعة ومركز الأبحاث، لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بخالص التهنئة، مقرونة بأصدق الدعوات، بأن يحفظهما الله ذخراً للوطن والمواطن، ويديم على بلادنا الغالية أمنها وعزها واستقرارها.

​