أقامت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الطبية بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية ندوة حول الصحة الإنجابية يوم الثلاثاء 14 أبريل2009، الموافق 18 ربيع الآخر1430هـ.
قام البروفسور الزائر ستيفان بيرجستورم بإلقاء محاضرة تحت عنوان "الصحة الإنجابية وما تعنيه هذه الكلمة" في قاعة د.سمير حريب بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني. ويعتبر البروفسور أحد الباحثين النشطين في مجال الصحة الإنجابية فله ما يقارب 400 مقالة منشورة وتصل مطبوعاته إلى 150 كتاب. وهو عضو البرنامج الخاص بتجنب وفيات الأمهات والإعاقة عند الولادة(AMDD).
بدأ البروفسور المحاضرة بشرح مبسط عن مفهوم الصحة الإنجابية أنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض أو الإعاقة وهي تعد جزءاً أساسياً من الصحة العامة، تعكس المستوى الصحي للمرأة في سن الإنجاب.
وتطرق بعد ذلك إلى الخلفية التاريخية لنشأة الصحة الإنجابية التي نشأت بعد منظور التنظيم العائلي في الدول ذات النمو السكاني المرتفع والذي كان في البداية ذو مفهوم بعيد عن الصحة، ثم استدرك بإيجاد الصحة الإنجابية والتي تهدف لأمومة آمنة من خلال خفض معدلات وفيات ومرض الأمهات والأجنة التي وصلت إلى معدلات مرتفعة جداً بحيث لا يمكن السكوت إزاء هذا الارتفاع في معظم الدول النامية، وقد ذكر أمثلة من الدول الأفريقية التي أقيمت بها دراسات متعددة للكشف عن معدل الوفيات ومسبباتها.
كما بين أن من أهم العوامل المؤثرة على الصحة الإنجابية العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فهي تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة، فلا يمكن الوقاية من المشاكل الإنجابية أو علاجها أو الحد منها دون توافر خدمات صحية ذات جودة عالية تم التخطيط لها لتلبي الاحتياجات الصحية للفئات المختلفة، مع ضمان سهولة الوصول إليها. بالإضافة إلى السلوكيات ذات العلاقة بالزواج والإنجاب وتكوين الأسرة والعلاقات ذات الخصوصية، هذه السلوكيات تتحكم فيها عوامل معقدة منها العوامل الثقافية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية.
واختتم البروفسور بيرجستورم محاضرته بحلول مبسطة للرقي بالصحة الإنجابية والتقليل من معدل الوفيات من خلال نشر الوعي الصحي في المجتمع منذ سن المراهقة ، وإقامة الدراسات وجمع المعلومات والإحصائيات المتعلقة في وفيات ومرض الأمهات والأجنة بالمنطقة عن واقع لمعرفة مدى تمحور المشكلة، حيث لا توجد دراسات دقيقة عن المنطقة ولكنها تقديرية وبنسب أقل من الدول النامية.
وقد ذكر البروفسور أن تدريب قابلات على درجة كبيرة من التأهيل هو أحد الحلول التي ستساهم في تقليص معدلات الوفيات، ولكن نقص الموارد البشرية يشكل العقبة في معظم المناطق.
ويقدم البروفسور بيرجستورم ندوة حول الصحة الإنجابية العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة. والتي ستعقد في مجمع الملك سعود الطبي ، تتضمن الندوة 5 جلسات تناقش العديد من المواضيع منها "التحديات الكبيرة التي تواجه الصحة الإنجابية"، و"ما هي الأوليات التي يجب تقديمها لتعزيز رعاية الأمومة؟"، و"وفيات الأمهات عندما كانت السويد من الدول النامية" وبعض المواضيع المتعلقة.