أقام مستشفى الملك عبد العزيز بالحرس الوطني في الأحساء مؤتمر الجراحة السنوي الأول والذي ناقش أحدث المستجدات التي توصل إليها طب الجراحة في العالم من خلال ورش عمل ولقاءات ومحاضرات مكثفة وسط حضور أكثر من 200 استشاري وأخصائي جراحة من مختلف مستشفيات المنطقة. وقال المدير الإقليمي التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج أن هذا المؤتمر يعد الأول من نوعه في المنطقة واستقطب أعداد كبيرة من المهتمين والعاملين في هذا المجال المهم.
وقد فاق عدد الحضور التوقعات حيث تم المطالبة بتكرار مثل هذا المؤتمر في الأعوام المقبلة لأهميته فبات محط أنظار المهتمين لكونه همزة وصل لكثير من الخبرات العالمية المتقدمة وأحدث ما توصل إليه الطب في مجال الجراحة.
من جهته أوضح رئيس قسم الجراحة في مستشفى الملك عبد العزيز ورئيس اللجنة المنظمة الدكتور أحمد السلمان إلى أن هذا المؤتمر تطرق إلى جميع فروع الجراحة العامة وجراحة العظام والمسالك البولية والأنف والأذن والحنجرة وطب وجراحة العيون كما تناول المؤتمر مواضيع عدة تواجه الأطباء في ممارساتهم اليومية. أكد الدكتور السلمان أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من تطرق استشاريي وأخصائيي مستشفى الملك عبد العزيز إلى النظم والطرق الحديثة في مجال الجراحة بجميع أنواعها مما يدل على المكانة المهنية والعلمية الذي توصل إليها الطاقم الطبي في المستشفى. وقد قدمت 38 محاضرة في هذا اليوم تطرقت إلى أحدث الجراحات المستخدمة والذي يتميز بها مستشفى الملك عبد العزيزعلى وجه الخصوص. حيث يتميز المستشفى بريادته على مستوى المملكة والشرق الأوسط في جراحة السمنة عن طريق المنظار حتى بات ذو شهرة على مستوى العالم في هذا المجال.
أقيم المؤتمر على مدى يومين فانطلق اليوم الأول من خلال الجلسة الأولى لتجيب على تساؤل "لماذا جراحة السمنة؟"، من خلال الكشف عن أهميتها وأحدث ما توصلت إليه و"تدبير مضاعفات ربط المعدة النادرة بالمنظار"، إلى جانب الحديث عن "تدبير حصيات القناة الكبدية"، وتحدثت الجلسة الثانية عن مواضيع عدة من أبرزها تجميل الأنف المتقدم وترميم الجيوب باستخدام البالون، وفغر القصبة الهوائية (إجراء فتحة) عبر الجلد دون مساعدة المنظار، والتعويضات السمعية المثبتة بالعظم، وسرطان الفم شائك الخلايا.
ناقشت الجلسة الثالثة للمؤتمر آخر ما توصل إليه الجراحة البولية، والرضوض البولية التناسلية، والاعتلالات البولية الانسدادية، وأيضاً آفات كيس الصفن الحادة، والسلس البولي، فيما تناولت الجلسة الرابعة جراحة رض الرأس واندرج تحت عبارة "كن آمناً وليس متأسفاً"، والجراحة العصبية في مستشفى الملك عبد العزيز في الأحساء، ورضوض العمود الفقري، وكان ختام الأوراق الجراحة الوظيفية ومستقبل الجراحة العصبية.
وناقش اليوم الثاني الاختلاف في سرطان الرئة، والسيطرة على الأضرار في الجراحة، ورضوض الصدر، ومستجدات علاج أورام المستقيم، وطرح محاضرون في الجلسة الثانية عمليات استبدال مفصل الركبة البدئي المعقدة، ومستجدات تبديل مفصل الركبة، وتبديل مفصل الفخذ، وتدبير كسور الحجاج، والحالات الجراحية في يرقان حديثي الولادة، وتشوهات الشرج والمستقيم، وتناولت الجلسة الثالثة جراحات السمنة، وتدبير الفتق السرسوفي بالمنظار، وجراحة البواسير بالإستبلد الدائري والتي أجريت على 160 مريضاً في مركز واحد، وتضاعف الأمعاء، ومدخل إلى اعتلال الشبكية السكري، فيما تحدثت الجلسة الأخيرة عن ترميم رضوض اليد، وإعادة تشكيل الجسم.
منح المشاركون شهادات معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية بمعدل 14 ساعة تدريب وسبق المؤتمر أربع ورش عمل متخصصة، تناولت الأولى الجراحة بالمنظار، حيث درب أكثر من 14 طبيب على مبادئ هذا النوع من الجراحات ومتطلباتها وفوائدها، وسبق هذه الورشة محاضرة بهذا الخصوص، وتناولت الورشة الثانية والتي حضرها نحو ثمان جراحيين، أحدث ما توصل إليه عالم جراحة المسالك البولية، وتدربوا على قسطرة المثانة فوق العانة، من طريق الأحليل (القناة البولية)، ثم منظار المثانة والحالب والكلية للتشخيص وإزالة الحصى بواسطة الليزر.
وتطرقت الورشة الثالثة إلى تخصص الأنف والأذن والحنجرة حيث درب 11 طبيباً على خزع القصبة الهوائية وإدخال أنبوب التنفس الطارئ من طريق جراحة بسيطة وسريعة، وحضر نحو 19 جراحاً في ورشة العمل الرابعة تدربوا فيها على جراحة الأعصاب وكيفية إدخال أنبوب الدماغ لمراقبة ضغط الدماغ وكيفية فحص مريض في حالة الإغماء.