
اقامت مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة ندوة لمناقشة تطوير الرعاية الطارئة وبحضور معالي الدكتور/ بندر بن عبدالمحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني والكادر الطبي والتشغيلي بالإضافة إلى حضور واسع من منسوبي المدينة الطبية، الندوة اشتملت على عرض تقديمي يشرح مستوى الأداء العام في قسم الطوارئ ومدى جودة تقديم الخدمة قياسأ بالمعايير العالمية في سرعة تقديم الرعاية الطارئة، شمل العرض الذي قدمه سعادة الدكتور جود عبدالجواد رئيس تطوير الأداء الطبي تحليلاً كاملاً لجميع البيانات والإحصاءات التي تم جمعها عبر نطاق زمني ومدى إنعكاسها على فعالية الأداء ومستوى التسارع في تقديم الرعاية الطارئة، بالإضافة إلى ذلك تم الحديث عن المراحل المهمة في مسار تقديم الرعاية الطارئة للمريض، بداية من التقيم الأولي لحالة المريض والذي يقدمه الفريق الطبي في قسم الطوارئ، وصولاً إلى نوعية التشخيص الذي تتطلبه الحالة سواء كان التصوير الإشعاعي البسيط، أو التصوير المقطعي، أو نوعية الفحوصات المخبرية، والتي تقود في نهاية الأمر إلى الوصول إلى الخطة العلاجية التي يقررها الفريق الطبي، وقد ركز العرض في تحليله على أهمية مدة بقاء المريض في اقسام الطوارئ خلال تقديم الرعاية ومدى إنعكاس تلك المراحل على تحديد فترة البقاء، الأمر الذي يشكل صورة واضحة عن سرعة استجابة النظام الصحي لحاجة المريض. وأشار الدكتور جود أن تقديم الرعاية الطارئة في القطاع الغربي حافظ في المجمل على مستوى أداءً عالً قياساً بالمعايير العالمية حيث أن 90% من الحالات في قسم الطوارئ تستغرق أقل من أربع ساعات حتى يتوصل الفريق الطبي إلى قرار علاجي، وأقل من 6 ساعات للسماح لهم بمغادرة قسم الطوارئ وذلك إما بقرار خروجهم من المستشفى أو بقاءهم للتنويم.
ومن جانبه تحدث سعادة الدكتور/ محمد الزهراني المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالقطاع الغربي عن أهمية استخدام البيانات والإحصاءات في معرفة جوانب القوة والضعف في مستوى الأداء العام في تقديم الخدمة، وأن تحليل تلك البيانات بشفافية يسهل من عملية وضع الخطط المستقبلية للنهوض بمستوى الخدمة المقدمة، وشدد الدكتور على أهمية التكامل بين جميع الجهات المشاركة في تقديم الرعاية الطارئة سواء من التخصصات الطبية على مستوى القطاعات أو مستوى العاملين في أقسام الطوارئ بحيث يكون هناك منظومة فاعله هدفها تقديم رعاية طبية متميزة.
وقد خصص معالي الدكتور بندر جزء من وقت الندوة لفتح نقاش عام حول مستوى الأداء في تقديم الرعاية الصحية، وذلك بعد أن عقّب معالية على العرض التقديمي الخاص بتقرير أداء الرعاية الطارئة، حيث أشار معاليه في حديثه عن أهمية تبني التقنيات المتقدمة في مجال الرعاية الصحية، وأن الشؤون الصحية قد وفرت بئية مناسبة لبناء نظام صحي متميز يربط بين التقدم التقني والكفاءة المهنية لدى منسوبيها، وشدد على أهمية توظيف مثل تلك التقنيات من أجل توفير رعاية صحية متميزة للمريض، حيث تطرق معاليه إلى تجارب عالمية في الإستفادة من التقدم التقني وكيفية توظيفه في تقديم الخدمات، وأن الطموح يجب أن يستمر في مواكبة كل جديد في عالم التقنية، واشار إلى أهمية الإطلاع على كل ما يستجد من تقنيات سواء كانت في مجال الذكاء الإصطناعي أو مجال تقنيات الإتصال والبحث في مدى مناسبتها في تقديم الخدمات الصحية، وقد تحدث معاليه بإسهاب في هذا الجانب وبالتحديد عن تقنيات الإتصال ومدى أهمية عملها خصوصاً في رفع مستوى التسارع في تقديم الرعاية الطارئة، و ذكر أن تعزيز القدرة الإتصالية وطرق الربط بالشبكات يلعب دوراً مهماً في مسار تقديم الرعاية الصحية، حيث أن القدرة الإتصالية من شأنها أن تعزز مستوى التسارع في تقديم الرعاية وذلك من خلال الوصول السهل والموثق للبيانات والسجلات الطبية لكل مريض علاوة على تكاملية العمل والتواصل بين الأقسام الطبية في تقديم الرعاية الصحية.