
جهاد.. ليس مجرد اسم.. ولكنه نهج حياة.. وتاريخ شعب يعاني تحت الاحتلال.. روتين يومي يتكرر كل يوم مع شعبنا في فلسطين المحتلة، وبرغم إعاقته كان يتحدث بثقة واستبشار بنصر الله بأنه قادم مهما زادوا في هجماتهم البربرية.
إنه جهاد عبد الرحمن (35 عاماً) صيدلي في خان يونس، ويروي أنه في صباح الأحد 4 يناير كان يسير في الشارع مع صديقه محمد الحيلة، وفجأة أطلقت زنانة( أي طائرةمسلحة بدون طيار صاروخين عليهما ليرتقي صديقه شهيداً، أما جهاد فقد تناثرت قدميه وأصابع يده اليمنى.
ويكمل جهاد قائلاً " بعد الانفجار رحت أصيح عليه لكنه ما رد علي.. لأنه كان استشهد رحمه الله، وحاولت أقف لكن لم أستطع أن أحرك رجلي، وقام الأهالي بنقلي للمستشفى".
وفي مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا قاموا بمعالجة الإصابات البالغة التي تعرض لها حيث بترت ساقيه من تحت الركبة إضافة إلى بتر 3 أصابع من يده اليسرى فضلا عن كسر بالساعد، لينضم إلى قائمة جرحى الحرب البربرية على غزة والتي وصلت إلى أكثر من 5300 جريح و1315 شهيد معظمهم من النساء والأطفال خلال 22 يوماً فقط.
وفي مستشفى الحرس الوطني كانت كل الإمكانيات جاهزة ومسخرة لعلاجه، حيث تم تنظيف الجروح في الساقين وكذلك معالجة ذراعه اليسرى وتثبيت عظام الساعد بالشرائح المعدنية.
ورغم الإعاقة التي أصابته إلا إنه بعث برسالة إلى كل من يسمعه قال فيها " ما تقلقوا على غزة فهي إن شاء الله منتصرة، والمقاومة بها مستمرة ولن تنهزم برغم الهجمات البربرية الإسرائيلية، وإن شاء الله سننتصر".
كما وجه كلمة لكل الشعوب العربية والإسلامية " هبتكم وتضامنكم يرفع رؤوسنا ومعنوياتنا، لكن الهبة التي ننتظرها منكم هي توجه الجميع من أجل تحرير القدس المحتلة وكنس اليهود من كل فلسطين، ولابد أن يأتي هذا اليوم ولن يكون بعيداً".
وأشاد ابن عمه الذي يرافقه بالرعاية والاهتمام التي يلقاها جهاد في مستشفى الحرس الوطني من العاملين كلهم، وتوفير كل الإمكانيات والخدمات العلاجية، إضافة للاستضافة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقبل أن ننصرف من عنده كان هناك زوار سعوديين يعودون مريضاً لهم في نفس غرفة جهاد، ولكن ما أن عرفوا أنه فلسطيني حتى قاموا كلهم لتحيته والدعاء له بالشفاء ولأهلنا في فلسطين بالنصرة والثبات.