وأشارت مستشارة الرضاعة الطبيعية وأخصائية التثقيف والتوعية الصحية في مستشفى الملك عبد العزيز والمنظمة لهذه الفعاليات زهرة البصري إلى أن الهدف الرئيسي من إقامة هذه الفعالية هو رفع الوعي وإلغاء ما هو سائد ومغلوط حول الرضاعة الطبيعية. وكان المستهدفون هم من منسوبي الحرس الوطني والزوار الذين وفدوا للمشاركة، وكانت الأسئلة والحوارات خير دليل على الرغبة من الأمهات وحتى الآباء لتغيير الواقع.
وذكرت أن الأسئلة تركزت حول أن الحليب في الأيام الأولى بعد الولادة يكون مختلفاً جداً ومميزاً عن الحليب في الأيام التالية، وسبب قلة الحليب يعود لصغر حجم معدة الطفل فهو لا يحتاج إلى كمية كبيرة من الحليب، ويحتوي الحليب في الأيام الأولى على مادة ملينة تساعد على إخراج المادة اللزجة التي تملأ أمعاء الطفل بعد الولادة، وهذه خصائص أوجدها الله تعالى لتواكب وتوائم الأيام الأولى الحساسة من حياة الطفل.
كما ذكرت البصري أن كثير من الأمهات حسب العادات الخاطئة المتبعة يعطين مختلف الأعشاب للطفل في الأيام الأولى حيث تنصح المنظمات الطبية العالمية بعدم إعطاء الطفل أي أعشاب إلا بعد بلوغه عام واحد من العمر لما تحتويه هذه الأعشاب من مواد كيميائية مضرة إلى جانب عدم ضمان تعقيمها فهي دائماً ما تستخدم مباشرة من رفوف محلات العطارة إلى معدة الطفل وهذا أمر خطير.
وأشار إستشاري الأطفال والعناية المركزة للأطفال الخدج الدكتور همام قنديل إلى أن منظمة اليونيسيف نادت إلى الرجوع للرضاعة الطبيعية من العام 1991م، ووضعت عشر نصائح طبية بسيطة تساعد على تحسين نسبة الرضاعة الطبيعية بشكل كبير، وبناء على ذلك أصدر الملك فهد –رحمه الله- آنذاك قرار ملكي بحماية الرضاعة الطبيعية والحد من الرضاعة الصناعية.
وقال يوافق هذا الأسبوع أسبوع الرضاعة العالمي تحتفل فيه الدول للرضاعة الطبيعية، وعليه قام مجموعة من الأخصائيين الصحيية بإقامة يومين للتوعية الصحية بالرضاعة الطبيعية ومخاطر الرضاعة الصناعية وتوزيع هدايا رمزية ومنشورات توعوية وعروض صحية.
وذكر أن من المشاكل التي تمنع الرضاعة الطبيعية سوء الفهم والعادات الاجتماعية والاعتقادات السائدة عند الأمهات بعد الولادة التي تساعد على تفاقم المشكلة إلى جانب توفر الحليب الصناعي وبوفرة حتى في محال بيع المواد الغذائية وهذا أمر ممنوع عالمياً ومحلياً أيضاً.
وأضاف الدكتور همام نشهد حملات تسويقية كبيرة ومغرية للحليب الصناعي وبأشكال مختلفة جذابة كما هناك أطباء يروجون لمثل هذا الحليب وهو أمر مؤسف جداً لمواجهة حجج الأمهات وأعذارهن بسبب قلة الحليب أو الاضطرار للعمل. وقد أوجدت منظمة الصحة العالمية توجيهات صحية سهلة لحل المشكلة ببساطة، ومنها نصائح لزيادة إفراز الحليب وشفطه وتخزينه بطرق صحية ومناسبة ومن ثم إعطاءه للطفل من دون الحاجة لاستعمال الرضاعات.
وأشار إلى أنه في حالات التوائم أو الخدج نجحت توجيهات المنظمات العالمية لمساعدة الأمهات للرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر كاملة، من دون أي إضافات وبعدها إضافة الأطعمة المكملة للحليب والاستمرار عليه بدون الحاجة لاستخدام الحليب الاصطناعي.